Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Soruşturmacı
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Yayıncı
مكتب حميدو
ودعاؤه في الصلاة المنقول عنه في الصحاح وغيرها إنما كان قبل الخروج من الصلاة، وقد قال لأصحابه في الحديث الصحيح « إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع . يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال»(١٠).
وفي حديث ابن مسعود الصحيح لما ذكر التشهد قال:« ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه »(١١) وقد روت عائشة وغيرها دعاءه في صلاته بالليل ، وأنه كان قبل الخروج من الصلاة.
فقول من قال : إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء ، يشبه قول من قال في حديث ابن مسعود لما ذكر التشهد ، فإذا فعلت ذلك فقد قضيت صلاتك ، فإن شئت أن تقوم فقم ، وإن شئت أن تقعد فاقعد . وهذه الزيادة سواء كانت من كلام النبي ﷺ ، أو من كلام من أدرجها في حديث ابن مسعود ، كما يقول ذلك من ذكره من أئمة الحديث . ففيها أن قائل ذلك جعل ذلك قضاء للصلاة ، فهكذا جعله هذا المفسر فراغا من الصلاة ، مع أن تفسير قوله : ﴿ فإذا فرغت فانصب ﴾ أي فرغت من الصلاة قول ضعيف ، فإن قوله : إذا فرغت مطلق ولأن الفارغ إن أريد به الفارغ من العبادة ، فالدعاء أيضاً عبادة ، وإن أريد به الفراغ من أشغال الدنيا بالصلاة ، فليس كذلك.
يوضح ذلك أنه لا نزاع بين المسلمين أن الصلاة يدعى فيها، كما كان النبي ﷺ يدعو فيها ، فقد ثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»(١٢) وانه كان يقول: « اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعاً ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق ، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ،
(١٠) البخاري جـ ١ ص ٢١١ طبعة الشعب النسائي جـ ٣ ص ٤٨ أبو داود جـ ١ ص ٢٣ .
(١١) البخاري جـ ١ ص ٢١٢ طبعة الشعب !.
(١٢) متفق عليه لفظ البخاري اللؤلؤ والمرجان حديث ٣٤٩ النسائي جـ ٢ ص ٩٩ ابن ماجه حديث رقم ٨٥
106