بيده لو لا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أموت وأنا مملوك " (^١)
فهذا الكلام الأخير - والذي نفسي بيده - يستحيل أضافته إلى رسول الله ﷺ لأمرين:
١ - أنه يمتنع أن يتمنى رسول الله ﷺ أن يصير مملوكا.
٢ - أن أمه صلى لله عليه وسلم توفيت وهو صغير، فلم يكن له أم يبرها، فتعين أن يكون هذا من كلام أبي هريرة، وقد جاء ذلك موضحًا في الطريق الآخر للحديث (^١).
الثاني: أن يصرح الصحابي بأنه لم يسمع تلك الجملة من النبي ﷺ.
مثاله: حديث ابن مسعود عن رسول الله ﷺ: " قال من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار ".
هكذا رواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن أبي بكر بن عياش بإسناده ووهم فيه، فقد رواه الأسود بن عامر وغيره عن أبي بكر بن عياش بلفظ: " قال رسول الله ﷺ: من جعل لله ﷿ ندا دخل النار، وأخرى أقولها ولم أسمعها منه ﷺ من مات لا يجعل لله ندًا أدخله الجنة " (^٢).
قال الحافظ ابن حجر: " فهذا كالذي قبله في الجزم بكونه مدرجا " (^٣).
الثالث: أن يصرح بعض الرواة بفصل الجملة المدرجة فيه عن المتن المرفوع بأن يضيف الكلام إلى قائله.
_________
(^١). انظر تخريجه في كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل (ق ١٠/أ) حديث رقم ٩.
(^٢). انظر تفصيل رواياته في الفصل للوصل حديث رقم: ١٦ ق ١٨/ب وما بعدها.
(^٣). النكت على ابن الصلاح (٢/ ٨١٤).
1 / 29