فنمنا على كدر، وقمت في الغد أجهد فكرتي، فرأيت قدام بيتنا صخرا مجوفا، ما زال هذا الأثر التذكاري مصونا حتى ابتلعته طريق السيارات كأنه حنية مذبح
8
فتحقق أملي المنشود.
فبنيت على مقربة منه دعامتين سميتهما قبة، وجعلت في القبة جرسا على شاكلتها - تنكة كاز - وقرعنا الجرس والناس يضحكون لنا، والوالد يبتسم نصف ابتسامة، قائلا: صبي شيطان، لا يهدأ أبدا.
ونادى أم مارون لترى عبقرية المحروس، فعادت منبسطة الوجه تردد: اسم الله حوله، يقبر أمه ما أحلاه! والقرد بعين أمه غزال، كما يقول المثل.
الكنيسة تمت والجرس تهيأ، أما الأواني الكنسية فأين نجدها يا ترى؟ المبخرة لا يصلح لها إلا علبة البرشان لجدي الخوري؛ فانتظرت الغد، موعد قطاف الزيتون، فخلا البيت إلا مني، فثقبت علبة البرشان ثلاثة ثقوب، علقت في كل ثقب خيطا من القنب؛ فصارت مبخرة ... وأغرت على الكنيسة فجئت بحفنة بخور، ورأيت المذبح يحتاج إلى تصاوير لم أجدها إلا في التوراة، الكتاب العزيز على قلب جدي، فانتزعت صور المجلد الأول جميعها، وألصقتها بالعجين على صدر تلك الحنية. بقيت الغفارة، فتراءت لي في فسطان أمي المخملي - فسطان عرسها - فانقضضت على صندوقها وانتزعته من بقج ثيابها؛ فصلت منه غفارة
9
وبطرشيلا
10
ومنصفة
Bilinmeyen sayfa