153

Yirminci Yüzyılda Bilim Felsefesi: Kökenler - Hasatlar - Gelecek Perspektifleri

فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية

Türler

Lehre

إنما هي نشاط. حصيلة الفلسفة ليست عبارات فلسفية، وإنما توضيح للعبارات. يجب أن تعمل الفلسفة على توضيح الأفكار وتحديدها تحديدا قاطعا، وإلا ظلت تلك الأفكار مبهمة وغامضة.

9

هكذا يؤكد على أن الفلسفة مجرد نشاط مهني لتوضيح الأفكار؛ وذلك عن طريق التحليل المنطقي للعبارات التي تصاغ فيها الأفكار وردها إلى عناصرها الأبسط، فتزداد وضوحا ونتأكد من مطابقتها للواقع التجريبي وإلا اعتبرناها لغوا. رأى فتجنشتين أن معظم المشكلات الميتافيزيقية والفلسفية الكبرى ، إذا خضعت لمجهر التحليل اتضح أنها تحير العقول؛ لأنها بلا معنى وليست مشكلات على الإطلاق! الفلسفة بهذا المنظور التحليلي لا تحمل معرفة ولا تضيف جديدا، بل هي توضيح للأفكار ومعركة ضد البلبال الذي يحدث في عقولنا نتيجة سوء استخدام اللغة، معركة سلاحها المنطق الرياضي.

كان موقف فتجنشتين في منتهى الجذرية، فنجده يبحث في إمكانية اللغة أصلا، وما الذي تعنيه العلامات اللغوية؟ في الإجابة على هذا ارتبطت اللغة بالعالم ارتباطا وثيقا، فتمثلت التجريبية في أكثر صورها نصوعا وسطوعا، طبعا بفضل المنطق الرياضي. فقد وضع نظريته التصويرية للغة التي تقوم على تماثل وتطابق هيئة التكوينات اللغوية مع تكوينات الأشياء في العالم التجريبي. إن جوهر اللغة هو جوهر العالم هو الصورة المنطقية العميقة المشتركة بينهما. الغلالة النحوية التي تحكم ظاهر استخداماتنا للغة، تخفي هذا التشارك من حيث تحجب جوهرية البنية المنطقية العميقة للغة. كشفت «الرسالة المنطقية الفلسفية» عن المفاهيم عميقة الجذور المشتركة بين اللغة والعالم، وطبيعة الصورة المنطقية والضرورة والصدق؛ وما إليه من زوايا منطقية محورية.

والمثير حقا أن فتجنشتين وضع في الأربعينيات عمله الآخر المكتوب بنفس طريقة الفقرات القصيرة المرقمة، 693 فقرة، والذي يمثل المرحلة الثانية من تفكيره وهو «بحوث فلسفية»، حيث يتطرف في الاتجاه اللغوي المنطقي إلى آخر المدى مما يمثل انفلاقا واضحا. فلم يعد ينطلق من منطلق الرسالة؛ وهو أن العبارات اللغوية لا بد وأن ترتبط بوقائع العالم التجريبي، بل يولي ظهره لهذا مؤكدا أن العبارات تعتمد أولا وأخيرا على القواعد التي اصطلحنا عليها لاستعمال اللغة، وليس المقصود بقواعد اللغة هنا النحو والصرف والاشتقاق التي يعنى بها علماء اللغويات. القواعد اللغوية التي هي موضوع الفلسفة المنطقية هي قواعد السيمانطيقا

Semantics ، أي التحليل المنطقي لدلالات الألفاظ وقواعد السينتاطيقا

Syntax ، أي التحليل المنطقي لبنية اللغة والتراكيب اللغوية. وأصبح يطلق على مبحث السيمانطيقا والسينتاطيقا معا اسم ما بعد المنطق

Metalogic . والواقع أن أية لغة لا تعدو أن تكون رموزا دالة وقواعد لتركيبها. وبهذا نفهم كيف تتعامل الفلسفة المنطقية مع اللغة من حيث هي لغة لا من حيث هي لغة عربية أو يونانية أو فرنسية أو إنجليزية ...

في فاتحة «بحوث فلسفية» يؤكد فتجنشتين أنه لا يزال يبحث المعنى والفهم والقضية والمنطق وأصول الرياضيات وحالات الوعي وما إليه، بيد أنها عولجت مجددا من اتجاه مغاير.

Bilinmeyen sayfa