::: عنب قال ابن وحشية فى كيفية زرعه وغرسه يوخذ من الزبيب الكبار ثلاثة او اربعة ويحفر فى الارض حفائر صغار وتجعل تلك الزبيبات فيها وتفعل ذلك فى شمس العقرب وان اشتد عليه برد فاضرب عليه الاخصاص وغطه بالبوارى واما ادم ونوح النبيان الرسولان عليهما السلام فقالا ينبغى ان يزرع الكرم فى النصف الثانى من الحمل وهذا عام بجميع البلدان وان استخرج الحب من الزبيب ونقع فى زيت سبعة ايام ثم يؤخذ فيحفر له فى الارض حفاير صغار ويجعل فى كل حفيرة سبع حباة الى اثنى عشر حبة ويغطى بالتراب كما يغطى جميع المزارع ويرسل عليها الماء مقدار كاف ثم يسقى بعد اربعة ايام ثم يوالى عليه السقى قال بعضهم ينبغى ان يزرع الكرم من خمسة ايام تخلو من الحوت الى خمسة تخلو من الحمل وان يكون زرعها فى الحفائر فى كل حفرة عشرون حبة وان يلقى مع الحب شيئ من الشعير مطحون او مدقوق دقا ناعما ويسقى الماء والذى اقوله انا انه ينبغى ان ينقع الزبيب المجفف فى ماء حار يوما او يطبخ بماء عذب يوما ثم يزرع الزبيب كما هو فى الارض ويطم بالتراب طما كثيرا ومن اضطر الى الغرس فى الارض المالحة فينبغى ان يطم اصول الغرس بالرمل الماخوذ من الانهار الجارية بماء عذب ويدخل اليها منه شيئ فى سقى الماء ليسقى فى مجاريها فهذا يزيل ضرر الملوحة ويقاومها ومن اراد غرس شئ مما يغرس فى الخريف فلينزع القضبان ويجردها من الورق كله لا جراد يؤثر فى القضيب شيئا بل يقلع الورق عنها برفق ىم يغرسها فانها تنبت نباتا حسنا وقال ينبوشا ينبغى لمن اراد زرع الكرم ان ياخذ الزبيب العتيق الذى حال عليه اكثر من حول فتشقه ليظهر حبه فانك ان وضعته كما هو بعد(؟)وقت نباته وان فعلت به كما اشرت عليك اسرع نباته وينبغى ان تاخذ الزبيب الذى تريد زرعه فتجعله فى اناء واسع على الارض المكنوسة ثم ترش عليه الماء وان كان حارا فهو اجود وتفعل ذلك مرارا عديدة قدر اربعة وعشرين ساعة ثم شققه كما وصفت لك ليظهر حبه ثم ازرعه والق عليه بعد سقيتين او ثلاث الزبل وان اردت زرع كثير منه وليس لك وقت تشققه فيه فرشه بالماء ثم غرقه كله فى ماء حار جملة ثم ازرعه ومن اراد كثرة حمله فاذا كسحه اى قطعه موريا كالقلم فليبق على اغصانه الوسطانيه اغصان غلاظ الاسافل لتطول تلك الاغصان ويطاعمه من اغصان(؟) كرمه تقرب منه واطعم اصله بالنبس اولا ثم بالدوس بالارجل ثانيا فان الكرم بهذه الافعال يكثر حمله ويخرج عناقيد كثيرة وعنبا كبارا والعلامة فى زيادة حمل العنب وكثرته ان يخرج فى كل عين من عيونه عنقودان او ثلاثه والعلامه المتقدمة لذلك ان تخرج معاليق كثيرة من موضع كل معلاق معلاقان او ثلاثه فاذا رايت ذلك فاعلم ان حمله يكون كثيرا وقد راينا مرارا كرما فلحناه بنحو ما وصفنا من طم الاصول والتعاهد بالتكسيح وتنقية الاغصان اعلى القضبان وتخفيف الورق والرمى به من ناحية وطوف الناس بالنار بين الكروم وتغبيرها بخرء الحمام وبعر الغنم وورق الكرم المجفف فيزداد حملها حتى كانت تخرج القضبان من كل عين ثلاثه واربعة وخمسة قضبان واعلم ان كل القضبان لا تصلح للتحويل والغرس لان القضبان الماخوذة من الاطراف لا تصلح له واجود المواضع فى كل شئ من النبات او غيره الاوساط ولا ينبغى ان يؤخذ ذلك من كرم عتيق ولا كرم له دون ست سنين بل تنزع هذه القضبان من كرم له ست سنين الى عشرين سنة فاذا جاوزها صار حكمه حكم الهرم الا انه ربما صلح الانتزاع فى بعض القضبان الى ثلاثين سنه ثم يكون غير صالح لذلك البتة وينبغى ان يكون ذلك فى اخر ساعة تبقى من الليل الى ثلاث ساعات من النهار وينبغى ان لا يؤخر عن الغرس ان امكن من وقت قلع وان مضى عليه ساعتان او ثلاث فلا يكون اكثر من ذلك اى لا ينبغى ان يوخر اكثر من ذلك وان اردت نقل الغرس من بلد الى بلد فاعمد الى صناديق من خشب رقيق فقيرها بالقير من خارجها ورش من داخلها الماء الممزوج بالخمر واجعل فيها القضبان واحمل فوق القضبان صحيفة طولها ذراع فى ذراع رصاص واطبق الصندوق عليه وسربه الى اى موضع اردت غرسه فيه ومتى تاخر غرس القضبان فخفت بان كانت قليلة الرمى فى كرمها فالق القضبان فى الماء مقدار يوم وذلك اثنى عشر ساعة ثم بادر فاغرسه وهو ندى بالماء واجود من ذلك ان تدلى القضبان فى ماء حار مقدار تلك الساعات التى حددناها وربما دلينا القضبان فى الماء مقدار ست ساعات ثم غرسناها واذا غرست القضبان فاغرسها مائلة متكئة ولا تغرسها قائمه مستوية القيام فان هذا يخرج اصولها اقوى ويعرقد بسرعة قال بعص الحكماء ينبغى ان تمال الى ناحية المشرق وان يكون عمق الحفرة فى الارض مقدار قدمين وقدم قبل الغرس بايام فاحفر الارض الى عمق هو اكثر من قدمين واتركها فاذا اردت غرس القضبان فاحفر لها مقدار قدمين لتبقى تحت القدمين فى الارض ويبقى التراب منبوشا ليكون اسهل على القضبان فى ضرب العروق فتنبت سريعا واذا غرست عدة اغصان فى حفيرة واحدة نفرق بينها حدا واجتهد ان لا يماس بعضها بعضا وينبغى ان يكون الذى يغرس الكرم غير حاقن باحد الاخبثين ولا يكون فى بدنه او ذراعيه افة ظاهرة من الانكسار الذى لا يجبر ولا سلعة ولا ثاليل كثيرة فى بدنه وليكن شابا حدثا ولا يكون احتجم او افتصد يومه ذلك والذى عيناه مشتكية كالاعور والاعمش والذى فى عينه بياض فانه لا يصلح غرسه البتة واحذر ان يتولى هذا غرس شئ بل ان كان من الفلاحين فليستعمل فى غير الغرس واما تدبير سقى الماء فينبغى ان يسقى الماء من ساعة تبقى من النهار الى نصف الليل بمقدار ما يتحمله من الماء لتشرب والغرس بالماء طول الليل واربع ساعات من النهار لم تلحقه حرارة الشمس وهو ريان منذ اربع ساعات من النهار لم تلحقه الى اخره ليس يحرقه الشمس لمقاومة نداوة الماء ومن اراد اسراع نمو الغرس وسرعة نباتها وتقويتها فهو ان ياخذ من حمل البلوط قدرا كافيا ويقلعه بمقدار الباقلا ويجعل فى اصل كل غرس من ذلك شيئا يكون ملاصقا لاصله فانه يشد الغروس ويقويها تقوية ظاهرة وياخذ حب الكرسنة فتنقى مما يخالطها وتكسر فى الهاون حتى تصير اربع او خمس قطع وتنثر حول اصول الغرس ثم يطم التراب عليها وانا ارى ان يخلط هذه مع البلوط وتلقى فى اصول الغرس وان طحنت الكرسنه وغبر بطحينها الغروس مخلوطا بقليل من احثاء البقر مسحوقا قواها ذلك واسرع نباتها او يؤخد اخثاء البقر رطبا او يابسا فيبل ببول الحمار او البقر او الانسان او الغنم المعزى اى هذه حضر ويلطخ بها اصول الغروس الظاهر منها الا التى تحت الارض فانه مما يقويها وينعشها ويطرد عنها الهوام التى تتلون فى عروقها وعند اصولها وعلى كل حال فتلطيخ الكروم كلها عتيقها وحديثها والقضبان التى لم تنبت باخثاء البقر الرطب مع بول البقر يصلحها وينعشها ويقويها ويجيد حملها ويكثره فان اخثاء البقر اذا خالط بولها وجف على الكروم او عفن فى اصولها بمخالطة الماء حدثت فيه رائحة تطرد الفار وغيره من الهوام وخاصة الدود المتولد فى الكرم وخاصة الحديثه ومما ينفع لتكثير عصير العنب ان يجمع حب العنب او الزبيب او كلا منهما ويرضض ويجعل الى جوانب اصول الغروس او غيرها من الكروم العتيق قال مرة يطم ذلك بالكف فى اصولها وقال مرة اخرى يجعل الى جانب اصولها فتعمل ذلك عملين يسرع ادراك ثمرتها ويكثر ماؤها وهو واشباهه مما يعجب كثيرا من الناس ولا يصدقون ان كفا من زبيب يورث فى الكروم مثل هذا وقد جربنا ان اخذنا عجم الزبيب وحفرنا بين اصول الغروس فى الارض مقدار اصبعين فقط ونثرنا فى ذلك الذى حفرنا من العجم وطممناه بتراب غير ترابه بمقدار ما اخذنا منه من التراب واسقيناه عقبه الماء وفعلنا ذلك بعد ايام كثيرة ثانيا وفعلناه ثالثا فرايناه عيانا انه اسرع حمل الحامل منها وادرك الحامل فى زمان هو اقصر وقواها فى نفسها وكثر الماء فى العنب وابين ما عمل فى هذا انه ادخلها فى الحمل قبل حينها فعلمنا ان خاصيته اسراع الحمل وجربناه مرة اخرى ان اخذنا كف زبيب كما هو فطمرناه فى اصول الغرس ووالينا ذلك الى اربع مرار فى كل مرة بين الواحدة والاخرى نحو شهر فلما دخل وقت الثمرة وهو فصل الربيع طلع الحمل فيها مع الورق وان خلط هذا الزبيب او العجم بشئ من قضبان الكروم وورقه مدقوقا مخلوطا معها ووضعت بحيث وصفناه يكثر الحمل وتدرك الثمرة بسرعة وتبلغ بلوغا محمودا وتبكيرها فى الحمل قبل جنيها ربما اخرها فى بعض الاحوال لا كلها فاول اضراره بها فى ذلك انه ينقص حملها فيما بعد ذلك من السنين نقصانا بينا وقال بعض الحكماء مالكم يا معشر الناس حاجة الى كثرة العاناة لافلاح المنابت اذا كان هناك شئ واحد ينوب عن هذه الاعمال كلها وهو التلويح بالنار لجميع المنابت صغيرها وكبيرها ضعيفها وقويها فاسدها وصالحها فجربوه تجدوه عجيبا غير ان التلويح بالنار مختلف باختلاف انواع الاشجار ثم اعلم ان الكرم محتاج الى التعاهد فاذا حفرت حول الكرم ببعر الغنم او خرء الحمام او اخثاء البقر وطميت اصله كان فيه منفعة عظيمة واعلم ان شجر التين يضر قرب شجره من الكرم فى البلدان الحارة وكذلك الكرنب بخاصية فيه وكذلك السلجم والفجل واما السلق والكزبره اذا زرعت فيما بين الكروم نفعها نفعا بينا وقد اشاروا الى انه ينبغى ان يزرع باقى ارض الكرم ولا تترك خاليه واصلح ما زرع بين الكروم الباقلا والكرسنه واللوبيا وكذا زرع القثاء والخيار والقرع والكير والبقله فانه نافع للكرم وان اردت طرد الحيات من الكروم ومن الضيعة فدخن هذه المواضع بقرن ايل مسحوق دخانا دائما فانه يهرب من ريحه وان دخنت بالقنه واصل السوس هربن من ذلك او بظلف عنز واذا خلط ظلف العنز بسدسه كبريتا وبخر به مواضع الحيات هربن وسياتى تفصلالعاناة ما يدفع الافات والعاهات من الشجر وتقدم فى الحنطه وقد بلغنا ان ببلاد الروم كرما يثمر فى السنة اربع مرات حتى انه نقله بعض اهل مكنز اليها فاثمر فى سنة واحدة ثلاث مرات فسبحان الحكيم بديعة ذكر فى تاريخ الاسلام للذهبى ومنه نقلت فى ذكر وفاة انس بن مالك رضى الله عنه كان لانس بن مالك بستان يحمل فى السنة مرتين وكان فيه ريحان يحكى منه ريح المسك انتهى قلت والظاهر ان المحل المعروف الان بالرباطيه وقد ورد فى بئرها اثار عظيمة تكفل بها تاريخ المدينة لعالمها نرجع لما نحن بصدده قال القدما انها تغير الكروم افة تعرف من تغيير لون الكرم فان ورقه يحمر حمرة شديده كلون الخمر ويتغير لون اغصان الكرم الى صفرة يشوبها سواد كلون القشور التى على اغصانها فاما علاج التى لم تحمل شجرة كانت او نخلة فهو ان يعمد رجلان اليها وياخذ احدهما فاسا ويقومان على جنبتى الشجرة او النخله فيقول الذى بيده الفاس للاخر انى اخذت هذا الفاس لاقطع هذه الشجرة او النخلة حطبا فيقول له الاخر ولم تفعل هذا فيقول لانها لم تحمل هذه السنة فيقول الاخر انا ضامن انها تحمل فيقول من بيده الفاس انا لا اقبل ضمانك عنها ولابد لى من قطعها ويضرب بالفاس اغلظ خشبة فى الشجرة او الكرمة او بجذع النخلة ضربة شديدة او ضربتين فيمسكه الاخر ويقول له انها تحمل السنة المقبلة وانا ضامن فان حملت والا فاجعلها حطبا فيقول انا لا اقبل هذا منك ولابد لى من قطعها ويضربها ايضا بقفا الفاس ضربتين او ثلاثا او اربعا من اربع جهاتها فيمسك الضامن الشجرة بيده ويكلمه بغضب وصياح ويقول يا هذا مالك الا ان تحمل فى السنة المقبلة والا فاقطعها اربا اربا فيقول الذى بيده الفاس انى قد تركتها بسبب ضمانتك فان حملت والا قطعتها حطبا وينصرفا عنها فانها تحمل وقد جربنا هذا فوجدناه صحيحا الا ان صفريت قال ينبغى ان يقول الضامن عن الشجرة للذى بيده الفاس انها لم تحمل لانه قد لحقها برد شديد منعها من الحمل فليس لها ذنب فيقول الذى بيده الفاس وما دواؤها حتى اداويها به والا اقطعها فيقول الاخر دواؤها ان يرش عليها ماء حار شديد الحرارة ويصب فى اصلها فيقول الذى بيده الفاس هذا ماء حار ويكون قد اعد ماء حارا بالقرب منها مسخنا شديدا فيقول الذى بيده الفاس للضامن خذ الماء الحار انت ورشه عليها وصب منه فى اصلها فاما انا فليس لها عندى اصلح من قطعها واستبدلها بشجرة اخرى ينتفع بحملها فيقول الضامن انا اضمن هذا الماء اذا رش عليها الان انها تحمل ثم يمضى الضامن اليها فياخذ الاناء الذى فيه الماء الحار فيرش بيده على اغصانها كلها وورقها رشا كثيرا يغرقها بالماء وكلما كان الماء اشد حرارة كان اجود ثم يصب باقيها فى اصلها وهذا ينبغى ان يعمل بعد ذلك الكلام وبعد ضربها بنصاب الفاس او حديدة سبع ضربات شديدة حتى تهتز الشجرة او النخلة او الكرمة اهتزازا شديدا فانها تحمل لا محالة قال ويجب ان يعمل هذا العمل ثلاث مرات بين كل مرة ومرة اثنين وعشرين يوما واما علاج الآفة المنسوبة الى النجوم واكثر ما ينال الكروم وذوات الابساط ان يعمد الى شجرة بلوط فيقطع خشبة ويحد احد جانبيها حتى يصير مثل الوتد وان لم يكن فى حوضه شجرة بلوط فليجليها اليه ثم يحفر فى اصل الكرمة لينشف التراب عن الاصل المعرق فى الارض ثم يثقب فى اصل الكرم ثقبانا فذا سعة مقدار غلظ الوتد البلوط ثم يدخل الوتد فى الثقب ويدقه بمدق خشب ثم يصب فى اصل الكرمة بعد طم التراب الذى كان ينبشه ما قد سخن بالنار وغلا غليا شديدا حتى لا يمكن مسه لحرارته وليكن مع الماشى من وردى الخمر ان كان العلاج للكرمة او شئ من ورق تلك الشجرة وحملها ان كانت غير كرمه فعلى هذا يكون العلاج لرد ما فسد من هذه الافة الى الصلاح وقد ذكر وصف ينبوشا لكل افة نالت الكرم خاصة صب بول البقر والحمار فى اصلها ثلاث مرار وذكر انه ينوب فى صلاحها من افة النجوم وغيرها
Sayfa 91