فقلت مصدقا: كل ما أذكره عنه حسن. - هو أيضا قمة في مهنته، وأثرى ثراء واسعا. - هذا مسلم به ولذلك تبدت مأساته لغزا محيرا!
فهز صديقي رأسه وقال: الله لا يسامحها، زوجته!
فهتفت بذهول: سميحة؟!
فابتسم قائلا: طبعا تتذكرها. - حينا كله يتذكرها، الجمال والكمال والأدب، المثل الأعلى للاستقامة والرزانة والحشمة في ذهابها إلى المدرسة وحين العودة منها، هي حصن منيع أمام أي عابث حتى شهد لها الجميع بالامتياز الخارق، وحق للمرحوم أن يغبط ويهنأ يوم وفق في طلب يدها.
فأكمل الدكتور قائلا: وأنجب منها ولدا وبنتا، الولد في كلية الطب والبنت في الثانوية العامة، ولكنها مع الأيام والمعاشرة تكشفت عن امرأة أخرى تماما.
تابعته بانتباه فائق وذهول، فواصل: امرأة أخرى تماما، ولولا اختلاطي بهم ما صدقت ما أسمع وما أرى. - يا للعجب! - هي الحقيقة، وكم حاولت الإصلاح ولكن دون جدوى. - اعتبرناها ملاكا من السماء.
فارتسمت بسمة ساخرة على شفتيه، وقال: جبارة متسلطة ذات رأس صلب، تفرض رأيها بإصرار وبعنف، لا تقبل المناقشة، عصبية لحد الجنون، يذهلها الغضب عن كل شيء فتحطم التحف والأواني، وتسب بلا تحفظ، ثم إنها مسرفة لدرجة جاوزت كل الحدود، ولم تكن تترك له إلا مصروف الجيب.
وصمت لحظة ممتعضا ثم قال: حتى العفة لم تسلم.
فصمت على رغمي. - العفة؟! - إني واثق مما أقول. - يا للداهية! أكانت مجرد ممثلة ماهرة؟! - عسير علي أن أتصور ذلك. - ولم لم يطلقها؟
فقال متمهلا: كان أضعف من أن يتخذ قرارا حاسما.
Bilinmeyen sayfa