وقال الأحنف جنبوا مجلسنا ذكر النساء والطعام فإني أبغض أن يكون الرجل وصافا لبطنه وفرجه وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه وقال قائلهم أقلل طعاما تحمد مناما وقال أيضا غلبت بطنتي فطنتي وقال عمرو بن العاص لمعاوية يوم حكم الحكمان أكثروا الطعام فوالله ما بطن قوم إلا فقدوا بعض عقولهم وما مضت عزمة رجل بات بطينا ومثل هذا كثير لمن تتبعه فكيف تكون المعرفة بالطعام والأدب عليه إلا كما وصفنا.
[1.9.12]
فأما تركهم إنضاج اللحم فلا أعلمه إلا في موضع واحد وهو إذا سافروا وغزوا فأنهم يتمدحون بترك الإنضاج لعجلة الزماع وقال الشماخ [طويل]
وأشعث قد قد السفار قميصه
يجر الشواء بالعصا غير منضج
وقال الكميت [طويل]
ومرضوفة لم تؤن في الطبخ طاهيا
عجلت إلى محورها حين غرغرا
ولم يزل الشرب إذا اجتمعوا الأحداث من أولاد الملوك وغيرهم يبادرون بالنشيل قبل النضج. قال أعرابي نحر بعيره وشرب [رمل]
عللاني إنما الدنيا علل
ودعاني من ملام وعذل
وانشلا ما اغبر من قدريكما
واسقياني أبعد الله الجمل
[1.9.13]
Bilinmeyen sayfa