58

شرح ثلاثة الأصول لابن باز

شرح ثلاثة الأصول لابن باز

Araştırmacı

علي بن صالح بن عبد الهادي المري - وأحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Yayıncı

دار المسير

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Yayın Yılı

١٩٩٧م

Türler

(الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ) "الإِيمَانُ ١. وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَعْلاهَا قَوْلُ: لا اله إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإيمان". ــ الإيمان: هو ما يتعلق بالقلوب، من التصديق بالله، وأنه رب العالمين، وأنه هو المستحق للعبادة، والتصديق بالملائكة وبالكتب وبالرسل وبالبعث بعد الموت والجنة والنار وبالقدر خيره وشره. كل هذا يتعلق بالقلوب. فهو أصل من الأصول التي لا بد منها. فلا إسلام إلا بإيمان ولا إيمان إلا بإسلام. فلا بد من هذا وهذا. لا بد من إسلام الجوارح، ولابد من إسلام القلوب وإيمانها. ولهذا جمع الله بين الأمرين في كتابه العظيم. وهكذا الرسول ﷺ. ذكرهما جميعًا. فالإسلام هو الانقياد الظاهر بطاعة الله وترك معصيته. والإيمان يشمل الأعمال الباطنة مما يتعلق بالقلوب وتصديقها، ويطلق الإسلام على الإيمان ويطلق الإيمان على الإسلام. فإذا قيل الإيمان عم جميع وإذا قيل الإسلام عم الجميع قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ﴾ ١ فيعم ما يتعلق بالباطن والظاهر. وهكذا الإيمان إذا أطلق عم الجميع لقوله ﷺ في الحديث الصحيح "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأضلها قَوْلُ لا اله إِلا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذى عن الطريق" ٢، فالإيمان هنا يعم الجميع فيعم أركان

١ سورة آل عمران، آية: ١٩. ٢ رواه مسلم ٢/٣ في كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 64