Explanation of the Three Fundamental Principles by Al-Uthaymeen
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
Yayıncı
دار الثريا للنشر
Baskı Numarası
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٤م
Türler
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [سورة البقرة، الآية: ١٧٧]
ــ
الواجبات أو فعل من المعاصي، وعلى هذا فاحتجاجه به باطل من وجوه:
الرد على من احتج بالقدر في ترك الواجب أو فعل المعصية من وجوه سبعة
...
الأول: قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [سورة الأنعام، الآية: ١٤٨] ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.
الثاني: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [سورة النساء، الآية: ١٦٥] ولو كان القدر حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل، لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.
الثالث: ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن علي بن أبي طالب ﵁ أن النبي ﷺ قال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو الجنة. فقال رجل من القوم: ألا نتكل يارسول الله؟ قال لا أعملوا فكل ميسر، ثم قرأ ﴿فأما من أعطى وأتقى﴾ (١) الآية. وفي لفظ لمسلم: "فكل ميسر لما خلق له" (٢) فأرم النبي ﷺ بالعمل ونهى عن الإتكال على القدر.
الرابع: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [سورة التغابن، الآية: ١٦] وقال: ﴿لا يُكَلِّفُ
ــ
(١) رواه البخاري، كتاب التفسير.
(٢) رواه مسلم، كاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي....
1 / 113