180

Explanation of the Luminous Creed - Mohamed Hassan Abdel Ghaffar

شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

Türler

الخصائص التي اختص بها رسول الله على الأنبياء قبله إن الرسول ﷺ هو سيد البشر أجمعين، وقد خصه الله جل في علاه بخصائص لم يؤتها لنبي قبله. من هذه الخصائص: أنه خاتم النبيين ﷺ، فلا نبي بعده، وبهذا يتبين كذب وزور وبهتان من ادعى النبوة بعد رسول الله ﷺ، وقد تنبأ الرسول ﷺ بهم حيث يقول: (يأتي بعدي ثلاثون كذابون كلهم يدعي النبوة، ولا نبي بعدي) فالنبي ﷺ بين أنه لا نبي بعده، وقال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:٤٠]. إن البهائية والقاديانية من الفرق الضالة الكافرة التي ظهرت في عصورنا هذه يقولون: إن معنى خاتم الأنبياء أي: زينة الأنبياء، وأئمتهم في ذلك القادياني والبهائي من الذين يدعون النبوة، بل إن القادياني ادعى النبوة ثم ادعى الربوبية في الهند وباكستان وهذه البلاد، فهو من الذين بين النبي ﷺ أنه من الكذابين. ولكنهم أولوا وشوشوا على أهل السنة والجماعة بشبهتين: الأولى: قالوا: معنى قول الله تعالى: ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:٤٠] أي: زينة الأنبياء. والثانية: قالوا: إن محمدًا ﷺ خاتم النبيين، ولكن ليس بخاتم المرسلين، وهم يدعون أنهم رسل. والجواب على الشبهة الأولى: أولًا: أنهم خالفوا إجماع السلف. ثانيًا: حتى لو افترضنا أن خاتم النبيين بمعنى الزينة -وهذا تنزل مع الخصم- فقد قال النبي ﷺ حاسمًا للمادة: (لا نبي بعدي) ففسر معنى خاتم النبيين: أنه آخر الأنبياء، فهو خاتم الأنبياء، وهو زينة الأنبياء، وهو سيد الأنبياء ﷺ. والجواب على الشبهة الثانية: أنه لا يمكن أن يكون الرسول رسولًا حتى يكون نبيًا، فإذا قالوا: خاتم النبيين فمن باب أولى أن يكون خاتم المرسلين. إذًا: أول خصيصة اختص الله بها نبيه ﷺ: أنه خاتم النبيين. ومن الخصائص التي خص الله بها نبيه ﷺ: أن له الشفاعة يوم القيامة، فالشفاعة لا تكون إلا للنبي ﷺ، وهذه الشفاعة هي المقام المحمود الذي قال الله تعالى فيه: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء:٧٩]، والمقام المحمود: هو الذي يحمد عليه النبي ﷺ، ويحمده عليه الناس، فيحمدونه في الدنيا بالأعمال الجميلة ونشر الدعوة، وفي الآخرة بمقام الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضى بين العباد، فهذا هو المقام المحمود، وهذا خاص بالنبي ﷺ، كما بينا ذلك في حديث الشفاعة. ومن الخصوصيات التي خص الله بها نبيه ﷺ: أنه أول من يمر على الصراط، وأمته أول الأمم التي تمر على الصراط، كما قال النبي ﷺ: (نحن الآخرون السابقون) أي: سابقون في القضاء، وسابقون في المرور، وسابقون في دخول الجنة. أيضًا من الخصائص التي اختص بها النبي ﷺ: أن الجنة لا تفتح إلا له، ولا يمكن لأحد أن يدخل الجنة إلا به ومن خلفه، كما قال ﷺ في البخاري: (أنه يأتي الجنة فيقال: من؟ فيقول: محمد، فيقال: بك أمرت) أي: لا أفتح لغيرك. ومن الخصائص التي اختص بها النبي ﷺ: أنه صاحب لواء الحمد يوم القيامة، فلواء الحمد ينزل تحته كل الرسل وكل الأنبياء، وهذه منة من الله، وكرم وتعظيم لهذا النبي، كما قال النبي ﷺ: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر) ففي هذا دلالة على خصوصيات اختص بها النبي ﷺ. ومن الخصائص التي اختص بها النبي ﷺ في الدنيا: أن الله جل وعلا جعل له الأرض مسجدًا وطهورًا، كما قال النبي ﷺ: (أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي: وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا) فهذا النبي هو أفضل الخلق أجمعين. نسأل الله جل في علاه أن يشفعه فينا، وأن يجعلنا ممن يكون معه في الفردوس الأعلى، وألا ننزل عن هذه الدرجة أبدًا.

21 / 4