التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Türler
وقولُه: (أي: غيره ..): فَسَّرَ ﴿دُونِ﴾ بغير، وهذا أحد معاني هذه الكلمة، وجاءت في القرآن بهذا المعنى كثيرًا (^١).
وقولُه: (في أنَّ محمدًا قالَهُ مِنْ عند نفسِه …) إلى آخره: المعنى: إنْ كنتم صادقين في زعمكم أن محمدًا افترى هذا القرآن فهاتوا أنتم سورةً واحدةً مثل الذي جاء به محمد، واستعينوا على ذلك بمن شئتم ثم أخبر - تعالى - أنهم لم يفعلوا، ولن يفعلوا، وجواب الشرط في قوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ محذوفٌ دلَّ عليه ما قبله.
وقولُه: (ما ذُكِرَ): يريد أن مفعول ﴿تَفْعَلُوا﴾ محذوف؛ تقديره: ما ذكر؛ أي: من الإتيان بسورة مثل القرآن؛ المعنى: فإن لم تأتوا بسورةٍ لعجزكم عن ذلك، وقد عجزوا فلم يفعلوا، ثم أخبر - تعالى - أنهم لن يفعلوا، والجملة معترضةٌ بين الشرط وجوابه، وفي هذا الاعتراض زيادة في التحدي.
وقوله: ﴿فاتَّقُوا﴾ جواب الشرط في قوله: ﴿فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾، وهو واقعٌ موقع الأمر بالإيمان؛ لأنه من التعبير بالمسبَّب عن السبب؛ لأن مَنْ آمن اتقى.
وقولُه: (بالإيمان بالله وأنه ليس من كلامِ البشر): يريد أنَّ اتقاء النار يكون بذلك فالإيمان بالله ورسوله هو الواقي بتوفيق الله من عذاب النار.
وقولُه: (الكفارُ): بيانٌ للمراد بالناس، فيكون الناس في الآية من العامِّ الذي أُريد به الخصوص.
وقولُه: (كأصنامِهم منها): يريد أن مِنْ الحجارة التي توقد بها النار ما كان يَعبده المشركون من الحجارة؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨].
(^١) ينظر: «المفردات» (ص ٣٢٤).
1 / 69