التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Türler
في مرجع الضمير، وقيل: أنه يعود إلى العبد (^١)؛ في قوله: ﴿عَبْدِنَا﴾ فيكون المعنى: فأتوا بسورةٍ من مثل الرسول؛ فالمماثلة بين من يأتي بالسورة، وبين الرسول ﷺ؛ فمعنى: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ يعني: في البشرية، والأميَّة، و«مِنْ» على هذا القول ابتدائية.
وقولُه: («مِنْ» للبيان …) إلى آخره: يريد أن «مِنْ» في قوله: ﴿مِنْ مِثْلِهِ﴾ بيانيَّة، والمماثلةُ المطلوبة بين السورة التي يأتون بها والقرآن المنزَّل في البلاغة وحُسنِ النظم، والإخبارِ عن الغيب؛ فتضمَّن الكلام وجهين من الإعجاز؛ أحدها: البلاغة وحسن النظم. الثاني: الإخبار بالغيب.
وقولُه: (والسورةُ قطعةٌ …) إلى آخره: يريد أنَّ السورة اسمٌ لقطعةٍ من الكلام لها أولٌ وآخر، والمراد: قطعة من القرآن، أقلُّها: ثلاث آيات كسورة الكوثر والعصر (^٢)، وتُطلَق السورة في اللغة على المنزلة الرفيعةِ، ومنه: «سُور البلد» لارتفاعه (^٣).
وقولُه: (آلهتَكم …) إلى آخره: في هذا التفسير نظرٌ، بل غير مستقيم؛ لأنه خلافُ ما جاء عن ابن عباس (^٤)، واختاره ابن جرير؛ قال: ﴿شُهَدَاءَكُمْ﴾: أعوانَكم وأنصاركم على الإتيان بسورة، وأيضًا فإنَّ الآلهة أصنامٌ لا تشهد ولا تُستشهد.
(^١) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٣٩٦ - ٣٩٩)، و«تفسير ابن عطية» (١/ ١٤٧)، و«زاد المسير» (١/ ٤٤)، و«تفسير ابن كثير» (١/ ٣١٤) ط. أولاد الشيخ. (^٢) ينظر: «البرهان في علوم القرآن» للزركشي (١/ ٢٦٣ - ٢٦٥). (^٣) ينظر: «لسان العرب» (٤/ ٣٨٦). (^٤) جاء عن ابن عباس: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ يعني أعوانكم على ما أنتم عليه ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٣٩٩)، و(١/ ٤٠١)، ورواه ابن أبي حاتم في التفسير رقم (٢٤٠).
1 / 68