Irak'ta Fars Devletleri Tarihi
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Türler
فخطب الأتراك للملك «أبي كاليجار بن سلطان الدولة»، وأرسلوا إليه يطلبونه وهو يومئذ ب «الأهواز» فلم يجبهم، فأعادوا خطبة جلال الدولة، وسار زعماؤهم إليه وسألوه الرجوع إلى «بغداد» واعتذروا عما فعلوه، فعاد إلى «بغداد» بعد 43 يوما.
وفي أول عهده تزلف له قرواش - ابن أبي جعفر المقلد الملقب ب «حسام الدولة» - وأخلص له فأعاده إلى ملكه، وبعد مدة استبد قرواش بالبلاد واستأثر بجبايتها ثانية، وامتنع عن مراجعة جلال الدولة في الأمور، فأثار عليه جلال الدولة بني أسد وخفاجة، وأمدهم بالجند والمال، فالتقوا بقرواش قرب «الكوفة»، وبعد عدة معارك هرب قرواش إلى «الأنبار»، فطاردوه حتى بلغ «الموصل» وتحصن فيها سنة 417ه، وفي تلك الأثناء ثارت الفتن والاضطرابات في داخلية بلاد الدولة البويهية، واشتغل البويهيون في إخمادها، فاغتنم قرواش تلك الفرصة وعاد إلى بلاده.
ولسوء تدبيره وضعف رأيه كثرت الفتن في «بغداد»، وتوالى فيها شغب الأتراك وعظم أمرهم فيها، وكثر المفسدون واللصوص، وانتشر الأعراب في البلاد فنهبوا النواحي والقرى، وقطعوا الطرق وبلغوا أطراف «بغداد» حتى وصلوا إلى جامع المنصور، وسلبوا ثياب النساء في المقابر، بل إن الفوضى عمت في أيامه جميع البلاد العراقية، وكثر السلب والنهب والقتل وضعف أمر الدولة البويهية في العراق وخصوصا بغداد، حتى حاول البغداديون ترك وطنهم لعدم الأمن وشيوع الفوضى في المدينة وما يليها، ولكنهم لم يجدوا إلى ذلك سبيلا لانقطاع الطرق وانتشار اللصوص في كل الجهات، حتى إن جماعة من الأكراد نهبوا دواب بعض الجنود ونهبوا ثمرة قراح - مزرعة - الخليفة القائم، فلم يتمكن جلال الدولة من القبض عليهم لعجزه، فعظم ذلك على الخليفة واضطر أن يهدده، فأمر القضاة والفقهاء بالإضراب عن العمل بترك القضاء والفتوى ففعلوا، فلما لم يحصل الخليفة على شيء أمر بترك الإضراب.
وحدثت في أيامه في سنة 419ه فتن عظيمة بين الديلم والأتراك في البصرة، وأخيرا انتصر الأتراك وقوي أمرهم فيها وأخرجوا الديلم منها، فلما كانت سنة 320ه أرسل «أبو كاليجار بن سلطان الدولة» جيشا بقيادة بختيار وأمره أن يأخذ «البصرة»، فاستولى عليها وطرد منها حاكمها الملك العزيز أبا منصور بن جلال الدولة، ونهب الديلم أسواق المدينة، ودام النهب سبعة أيام وصودرت أموال التجار وتلفت نفوس كثيرة، فأرسل جلالة الدولة وزيره أبا علي بن ماكولا بجيش كبير في سنة 421ه، فسار إليها أبو علي في 400 سفينة ومعه عبد الله الشرابي، وبعد قتال مع بختيار اندحر أبو علي ووقع أسيرا، فلما علم «جلال الدولة» بمصير جيشه جهز جيشا ثانيا، فانتصر جيشه واستولى على «البصرة»، وعلى أثر ذلك حدث نزاع بين عساكر «جلال الدولة» فتفرقوا، فعاد القائد بختيار إلى «البصرة» واسترجعها لأبي كاليجار، فجهز «جلال الدولة» جيشا آخر في سنة 424ه، وأرسله بقيادة ابنه الملك العزيز، وكان في تلك الأثناء على «البصرة» أبو القاسم من قبل «أبي كاليجار»، وكان قد استبد بها وعصى عليه، فلما اقتربت منه جيوش جلال الدولة سلم «البصرة» بدون حرب، ولكنه بقي كمساعد للملك العزيز في تدبير شئون «البصرة»، وبعد قليل حدث بينهما خلاف أدى إلى وقوع معارك بينهما داخل المدينة، وكانت النتيجة طرد الملك العزيز من «البصرة»، ثم أعطيت هذه المدينة بالضمان لأبي القاسم على أن يدفع في كل سنة سبعين ألف دينار إلى «أبي كاليجار».
فلما كانت سنة 430 امتنع أبو القاسم من تسليم المال إلى أبي كاليجار، وصار تارة ينحاز إلى جلال الدولة وأخرى إلى أبي كاليجار، فحمل عليه أبو كاليجار بجيش كبير في سنة 431ه، وبعد قتال حاصر «البصرة» حصارا شديدا، فاستولى عليها عنوة وأعطاها بالضمان إلى ابنه عز الملوك، على أن يدفع له سنويا مائة ألف دينار، وجعل معه مساعدا أبا الفرج بن فسانجس، وظلت «البصرة» في قبضته مدة، ثم خرجت من يد البويهيين حينما زال ملكهم من «العراق».
ومع عجز جلال الدولة وضعفه لقب في سنة 259ه ب «ملك الملوك».
وفي أيامه توفي الخليفة القادر بالله، فبويع لابنه أبي جعفر عبد الله ولقبوه «القائم بأمر الله» (422-467)، فضيق جلال الدولة على القائم بأمر الله حتى إنه أخذ منه في سنة 434ه أموالا كانت مقررة للخلفاء من ذي قبل، فحدثت بينهما وحشة دامت إلى أن مات جلال الدولة ب «بغداد» في 6 شعبان سنة 435ه، بعد أن ملك ست عشرة سنة وأحد عشر شهرا، أو كانت أيامه مشحونة بالفتن والحروب مع أبناء أعمامه منازعيه في الملك تارة ومع الأمراء أخرى. (11) أبو المنصور، وأبو كاليجار 435-440ه
لما مات جلال الدولة كان ابنه الأكبر الملك العزيز أبو المنصور في مدينة «واسط»، فبويع له ب «بغداد»، وكتبت إليه الجيوش بالبيعة والطاعة، وطلبوا منه القدوم إلى «بغداد»، وشرطوا عليه تعجيل حق البيعة - إكرامية أو بخشيش - وبلغ خبر مبايعته الملك أبا كاليجار البويهي المستولي على «فارس»، فأخذ يراسل القواد والجند ويعدهم بالأموال الكثيرة وكثرة العطاء حتى استمالهم إليه، وكان أبو المنصور قد أخر حق البيعة الذي اشترطه الجند عليه، فعدلوا عنه ومالوا إلى أبي كاليجار، وكتبوا إليه يسألونه القدوم إليهم، وقطعوا خطبة أبي المنصور وأعلنوا بيعة أبي كاليجار وخطبوا له على المنابر، فلما علم أبو المنصور بذلك خاف الغدر، فسار في سنة 345ه مستجيرا بقرواش وبنصر الدولة بن مروان، وبقي مقيما عند نصر الدولة حتى مات في «ميافارقين».
أما الملك أبو كاليجار، فإنه بعد أن استوثق من الجند واستقرت القواعد بينه وبينهم، وتيقن من البيعة له، أرسل أموالا طائلة إلى الجند وأهدى إلى الخليفة عشرة آلاف دينار مع تحف كثيرة نفيسة، ثم سار في سنة 436ه إلى «بغداد»، فدخلها بمائة فارس من أصحابه وخلع على القواد، وأجرى له الخليفة المراسم المعتادة ولقبه «محيي الدين»، وتم الأمر لأبي كاليجار في «العراق» و«فارس»، وخطب له على المنابر بالملك.
وفي أيام أبي كاليجار حدثت حرب بين قرواش وبين أخيه بدران، فصالح قرواش أخاه بدرا وأعطاه «نصيبين»، وعلى أثر ذلك حمل الأمير منيع الخفاجي على إقطاع قرواش التي على سقي «الفرات»، فضبطها منه وخطب فيها للملك أبي كاليجار، وذلك في سنة 435ه، وفي أيامه قوي أمر السلجوقيين الأتراك، وانتزعوا البلاد من بني بويه وعظم شأن زعيمهم أبي طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق الملقب «ركن الدين طغرل بك»، فخافه أبو كاليجار وكتب إليه يسأله الصلح في سنة 439ه، فأجابه إليه وكتب طغرل بك إلى أخيه الملك داود بعدم التعرض بمملكة أبي كاليجار، ثم استقر الحال بينهما على أن يتزوج طغرل بك بنت أبي كاليجار، ويتزوج المنصور بن أبي كاليجار بنت الملك داود أخي طغرل بك، وجرى ذلك الزفاف في السنة نفسها (439)، ولما كانت سنة 440ه، سار أبو كاليجار إلى كرمان فمات في الطريق بعد أن ملك العراق أربع سنوات وشهرين وبضعة أيام. (12) الملك الرحيم 440-447ه
Bilinmeyen sayfa