Irak'ta Fars Devletleri Tarihi
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Türler
إلا الخلافة ميزتك فإنني
أنا عاطل منها وأنت مطوق
وجاء سلطان الدولة إلى «بغداد» في سنة 407ه وأقام بها أياما، ثم سار منها لقتال أخيه أبي الفوارس مشرف الدولة، ولم يرجع إلى «بغداد» إلا في سنة 411ه، بعد أن تم الصلح بينه وبين أخيه المذكور، وما كادت قدماه تستقر ب «بغداد» إلا وثارت عليه الجنود فيها، ونادوا بولاية أخيه مشرف الدولة، فأسكتهم بالمال وعزم على الذهاب إلى «واسط»، فطلبوا منه أن يستخلف مشرف الدولة على «بغداد»، فاستخلفه كرها وسار إلى «واسط»، ثم عزم على المسير إلى «خوزستان»، فاستخلفه على «العراق» كله بعد أن تحالفا أن لا يستخلف أحد منهما أبا سهلان، فلما وصل سلطان الدولة إلى ششتر استوزر بن سهلان، وسيره بالعساكر لحرب مشرف الدولة وإخراجه من «العراق»، فاغتاظ مشرف الدولة واتحد مع الأتراك وجهز جيشا جرارا مؤلفا من الأتراك والديلم، والتقى بالوزير قرب «واسط»، وبعد معارك انهزم الوزير وتحصن ب «واسط» فحاصره مشرف الدولة حتى اضطره إلى الفرار بمن معه، فدخلها مشرف الدولة وأعلن استقلاله في «العراق».
وفي أيام سلطان الدولة هذا أسست في «العراق» الدولة المزيدية في أرض الحلة في سنة 403ه، أسسها أبو الحسن علي بن مزيد من بني أسد، وتولى بعده ابنه دبيس سنة 408ه بعهد منه، ثم حدثت بينه وبين أخيه الأكبر المقلد فتنة في سنة 416ه، فانتصر بنو عقيل للمقلد وأمده جلال الدولة أيضا فانهزم، وأخيرا وقع الصلح بينه وبين جلال الدولة، وتعهد دبيس بدفع المال المقرر في ولايته واستقام أمره، ثم حدثت في سنة 424ه بينه وبين أخيه الآخر ثابت فتنة، فأمد البساسيري ثابتا، فتمكن ثابت من التغلب على ملك دبيس، ثم انتصر دبيس على ثابت بمساعدة خفاجة وعاد إلى ملكه - ولم تكن الحلة حينئذ بنيت - ثم تصالحا على أن يكون لثابت بعض الأعمال، ودامت هذه الدولة 142 سنة تقريبا، أي من 403-545ه.
وأول ملوكها أبو الحسن علي بن مزيد، وآخرهم علي بن دبيس بن صدقة - انقرضت في عهد السلطان مسعود السلجوقي. (9) مشرف الدولة بن بهاء الدولة 411-416ه
تقدم ما جرى بين سلطان الدولة وبين أخيه مشرف الدولة، وكيف استولى الثاني على «العراق» وأعلن استقلاله، ولكنه بعد انتصاره على جيوش أخيه سلطان الدولة دخل «بغداد» بجيش كبير من الديلم، فخرج الأهلون لاستقباله وهابه الناس كثيرا، فعظم أمره وعلا شأنه وخوطب بشاهنشاه - ملك الملوك - وخطب له بالملك على المنابر، واستمر ملكه على «العراق» إلى أن توفي ببغداد سنة 416ه.
وفي أول عهده ازداد استبداد قرواش في البلاد، فعزم مشرف الدولة على محو إمارته وأخذ البلاد منه - الموصل والكوفة والأنبار وغيرها - فحرك عليه بني أسد وأمدهم بالجند والمال، فساروا إلى قرواش وقاتلوه، وبعد معارك انهزم قرواش برجاله وتبعه بنو أسد حتى أدركوه وأسروه وسلموه إلى مشرف الدولة، فضبط مشرف والدلة بلاد قرواش وأسره، وبعد أيام قليلة انهزم من الأسر، ثم كتب إلى مشرف الدولة يسأله الصفح، فأبى ذلك.
ولم يحدث في أيام مشرف الدولة في «العراق» شيء يذكر غير ما تقدم. (10) جلال الدولة ابن بهاء الدولة 416-435ه
وتولى بعد شرف الدولة أخوه أبو طاهر جلال الدولة، وكان ضعيف الرأي سيئ التدبير؛ من ذلك أنه لما بويع بالملك وهو يومئذ في «البصرة» - وكان عليها منذ أيام سلطان الدولة - طلب الجيش قدومه إلى «بغداد» فامتنع، فخرجوا عن طاعته وقطعوا خطبته وخطبوا لابن أخيه «أبي كاليجار بن سلطان الدولة» الذي ملك فارس بعد أبيه، فلما علم جلال الدولة بذلك ولى على «البصرة» أبا الفتح محمد بن أردشير، وسار نحو «بغداد» فخرج إليه جيشها ليرده، فقاتله وانتصر عليهم ودخل «بغداد»، فخرج الخليفة لاستقباله وقلده السلطنة على ما جرت به العادة. ومنها أن الجيش ثار عليه ب «بغداد» سنة 419ه بسبب قطع مرتباتهم، وحصروه في داره ومنعوا عنه الماء، فاضطر إلى بيع حلي نسائه وثيابه وفرق ثمنها على الجيش، ثم ثاروا عليه ثانية سنة 422ه، وشغبوا عليه، فدخل قصره وأغلق أبوابه، فجاءت الأتراك ونهبوا قصره وسلبوا كتابه وأرباب دواوينه، فاضطر إلى الخروج من «بغداد»، فسار منها إلى «عكبرا»،
8
Bilinmeyen sayfa