وطمعنا في نيل ثواب الله الجزيل ورضوانه الأكبر الجليل بالتأهل لإرشاد عباده إلى مطابقة مراده، ودعائهم إلى طاعته، والسيرة فيهم بمقتضى شرعته، نظرا إلى قوله تعالى: ?ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين? [فصلت:33]، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قيل له: من خير الناس؟ فقال: «أتقاهم للرب عز وجل، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر»(1)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل...» الخبر(2)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا»(3)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق للخير...»(4) والمقسط العادل، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين صباحا»(5) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «والذي نفس محمد بيده إن الوالي العادل ليرفع له كل يوم مثل عمل رعيته» ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها...» الخبر(6)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل...» الخبر(1)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أفضل الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة إمام عادل» (2)، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : «من مات وليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة في عنقه -أحسبه قال: بيعة- مات ميتة جاهلية»(3).
فحين اعتبرنا هذه الاعتبارات، ونظرنا فيما ذكرنا من الأخبار والآيات، وتيقنا وجوب الهداية، والردع عن الغواية، وخفنا من التفريط في واجب القيام، مع توقع انهدام دين الإسلام، وبعدما أظهره وناح به الخاص والعام، من بذل الانقياد بأزمة الهدى والرشاد، استخرنا الله تعالى، وانتضينا(4) سيف العزم الصارم الجراز، وانتهضنا لإحياء دين الله الذي من سعى في إحيائه نجا وفاز، وتصدينا لهداية الخلق إلى سبيل الحق، وللصد عن محارم الله، والمباينة لأعداء الله، وقبض أموال الله من أهليها ووضعها في مصرفها ومستحقيها، معتصمين بالله من الخطأ والزلل، متوكلين على الله عز وجل، واثقين بالله في إصلاح القول والعمل، راكنين إلى الله لا إلى أحد سواه، عائذين بالله من سوء ما قدره وقضاه، راجين متعرضين لما وعد به من جزيل ثوابه، لاجئين إليه في النجاة من سخطه وعذابه، ?إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب?[هود: 88].
Sayfa 368