/34/ {بل عجبت ويسخرون}، فقال: إن الله تعالى لا يعجب من شيء، وإنما يعجب من لا يعلم. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: إن شريحا شاعر يعجبه علمه، وعبد الله بن مسعود كان يقرأ {بل عجبت} (¬1) . وقال بعض البصريين: «بل عجبت» (¬2) بالضم، ذهب إلى أن العجب لمحمد j، وفيه إضمار قول، معناه: قل يا محمد: {بل عجبت} أنا من قدرة الله، فأضمر القول لدلالة الكلام عليه.
وقال بعضهم: هذه الأحاديث في العجب نقلت مصحفة، وإنما هو عجب ، بتشديد الجيم، أي: عجب ربنا تعالى ملائكته من هؤلاء الثلاثة فتعجب الملائكة من صنيعهم. وكذلك قالوا في قوله: «ضحك»، أي: ضحك ربنا ملائكته من أفعالهم، بتشديد الحاء وفتحها، أي: أضحكها (¬3) من صنيع عباده. وضحك يجوز أن يجيء بمعنى أضحك؛ لأن فعل يجيء في لسان العرب بمعنى أفعل، نحو: ضاء القمر وأضاء، وصبر الفرس صبرا وأصبر إصبارا إذا جمع قوائمه ووثب، وضررت الرجل وأضررت به، وضربت عن الشيء وأضربت عنه إذا أعرضت عنه، وصغت الناقة وأصغت إذا استملت الفحل (¬4) ، هذا كله قول الأشعري.
[وصف الله تعالى بأنه يهجر المعاصي]
Sayfa 67