قال الأشعري: إن الناس قد اختلفوا في معنى العجب من الله عز وجل، فقال قوم: معنى عجبه، أي: عظم ذلك عنده، ومنه قوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} (¬1) أي: بل عظم أمرهم. وقال آخرون: معنى عجب: رضي وأثاب، فسماه عجبا وليس بعجب في الحقيقة، كقوله تعالى: {ويمكر الله} (¬2) وإن كان المكر منفيا عنه جل جلاله. وقال بعض أهل الفقه: معنى قوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون}؛ أي: جازيتهم على عجبهم؛ لأنهم عجبوا من الحق في غير موضع، فقال تعالى: {بل عجبت}، أي: جاريتهم على تعجبهم؛ لأن جزاء الشيء يسمى باسمه، كقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله} (¬3) ، {فيسخرون منهم سخر الله منهم} (¬4) ، والله تعالى لا يمكر ولا يسخر، وإنما هو على ما يسمي العرب جزاء الشيء باسم المجازى والمجازى به. قال شقيق (¬5) : قرأت عند شريح (¬6)
Sayfa 66