ويقال: إني لقيت ذربة من الذرب، يعني سليطة من النساء (¬1) ، فقال النبي j: ذلك الله عز وجل (¬2) .
[وصف الله تعالى بالحفظ]
ولا يوصف تعالى بأنه يحفظ (¬3) الأشياء على معنى أنه يعلمها، كوصفنا لأنفسنا بالحفظ لما علمناه من القرآن وغيره؛ لأن وصفنا لأنفسنا بذلك توسعا ومجازا، ومرادنا في ذلك أنا إذا علمنا لم يذهب عنا، فلما كان الوصف لنا بالحفظ من هذا المعنى مجازا لم يجز أن يوصف الله تعالى بأنه حافظ للأشياء على معنى أنه يعلمها (¬4) ، وإنما يوصف بحفظ الأشياء على معنى الحفظ المعقول في الشاهد بأن يصرف عنا الذهاب والضرر والفساد.
[وصف الله تعالى بالضحك]
ولا يوصف تعالى بأنه يضحك؛ لأن الضحك في اللغة هو هذا الضحك المعقول، وهو الإيضاح والإشراق، فليس من ذلك شيء يجوز على الله تعالى؛ لأن الضحك في معنى الانفتاح هو ما روي أنه لو وهب لبعض عبيده ما ضحكت عنه أصداف البحر، وكذلك قول الآخر:
كل يوم بأقحوان ... جديد ... تضحك الأرض من بكاء ... السماء (¬5)
يعني تنفتح بالنبات بما يصيبها من المطر.
وقال آخر:
Sayfa 59