وغصون الروض عراها الهوا ... ورمى عن جيدها كل وشاح
والرياض الجرد لهفي لم تجد ... لطف أنسام ولا نجوى صداح
نام عنها الفجر والطير فلا ... همس منقار ولا خفق جناح
***
يا رفيقي في السرى هل للسرى ... آخر ؟ هل لظلام الدرب ماحي ؟
تلك كأس العمر جفت وهوت ... وهوانا في شفاه الكأس صاحي
هل وراء العمر عمر شائق ؟ ... هل وراء اليأس ظل من نجاح ؟
أي ركب من هنا يسري وما ... باله يسري إلى غير فلاح
وطريق السفر شوك ودم ... يصرح الهول به ساحا بساح
تعب الركب وكل الدرب من ... ضجة السفر وضوضاء التلاحي
" حيرة الساري " متى يغفي ؟ متى ... يستريح الدرب من ركب الكفاح ؟
مدرسة الحياة
ماذا يريد المرء ما يشفيه ... يحسو روا الدنيا ولا يرويه
ويسير في نور الحياة وقلبه ... ينساب بين ضلالة والتيه
والمرء لا تشقيه إلا نفسه ... حاشى الحياة بأنها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه ... بعضا ويشكو كل ما يضنيه
ويظن أن عدوه في غيره ... وعدوه يمسي ويضحي فيه
غر ويدمي قلبه من قلبه ... ويقول : إن غرامه يدميه
غر وكم يسعى ليروي قلبه ... بهنا الحياة وسعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا ... حتى يعود هناؤه يرزيه
ولكم يسيء المرء ما قد سره ... قبلا ويضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا وأبلغ درسها ... وأجلها وأجل ما تلقيه
ومن الحياة مدارس وملاعب ... أي الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم ... لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعد من الورى ... إلا بشكل الجسم والتشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبية ... وشعوره الطفل الذي يصبيه
***
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى ... ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدثك الحياة فإنها ... أستاذة التأديب والتفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة ... تملي الدروس وجل ما تمليه سلها وإن صمتت فصمت جلالها ... أجلى من التصريح والتنويه
Sayfa 37