194

============================================================

ديوان المؤيد من الفن وجاء المؤيد فأسرف فيه إسرافا شديدا وتكلف الزينة اللقظية واليهرج البديمى الى أخذ ينتشر ويقوى فى الشعر العربى وفى النثر العربى أيضا منذ القرن الثانى للهجرة و أخذ علماء البيان يكثرون من الحديث عن هذا الفن منذعهد الجاحظ حتى إذا كان القرن الحامس وجدنا عدة كتب قد وضعت لهذا القن وعدة مصطلحات خاصة به تدل على دقائق و اسراره فلا غراية إذن إذا وجدنا المؤيد قد ذكر الاصطلاح الخاص الذى وضع للزينة القظية وهو "البدلع * بمعناه الذى اتفق عليه علماء البلاغة ت وذكرك هجو للهجاء فمن يرد يديعا فذكرى للهجاء هجا فكأن المؤيد وهو ينظم هذا البيت قد تمثل أمامه ما ذكره العلماء عن علم البديع وتذكر الصطلحات التى وضعت له قلولا معرفة المؤيد لهذا العلم ما اتى يهذا البيت ، ولولم يستمع المؤيد إلى الشعر الذى ظهر فيه التكلف والصنعة والتلاعب بالالقاظ لما كلف نفسه وشعره هذا الفن البديعى الذى كثيرا ماكان يققده المعنى الذى قصد إليه كقوله مثلا : شقاؤك فى جيد الشقاء قلادة وهل عجب أن للشقاء : شقاء وقوله: بكيت إلى أن صار يبكى لى البكا فهل عجب أن للبكاء بكا ف قد أراد فى البيت الأول أن يصف حال من ترك مذهب الفاطميين ومال إلى غيرهم بأنه قى وأن شقاءه أشد وأعظم من أى شقاء آخر فتلاعب المؤيد باللفظ كأنه فتن بالقاقات الكثيرة التى فى هذا البيت وشغف بلفظ الشقاء فكرر هذا اللقيظ فاقسد المعنى وكذلك فى البيت الثانى أعجب بلفظ بكى وما اشتق منه ولكن لم يخبرنا البيت عما أراده المؤيد إذ كيف يبكى البكاء ؟ هذا ما أعجب منه وإن كان المؤيد قد ذهب إلى آنه لا سبيل إلى العجب من بكاء البكاء : ولكن المبالغة المحالة هى التى جعلت المؤيد يقول ذلك .

هذه آمثلة من عبث المؤيد اللفظى فقد حاول التظرف بالفن فجمل فنة باتواع البديل فكان يكرر اللفظ فى البيت الواحد أكثر من مرة محاولا أن يظهر شيئا من براعته اللفظية كقوله: ق منى الفؤاد شقا وأشقى :. پالضنا شيقا إلى الوصل صبا

Sayfa 194