واُبنا بِزادَين نَحوَ الرِكابِ ... عَيرِ الفَلاةِ وَلَيثِ الشَرى
وَظَلنا نُلَهوِجُ ذاكَ القَنيصَ ... وَنَأكُلُ مِن عَجَلٍ ما اِنشَوى
فَلَمّا اِكتَفَينا قرَينا الوُحُوشَ ... مِن مِثلِها فَضَلاتِ الشَوى
وَرُحنا نَخوضُ بِها في السَرابِ ... طِوالَ الرِقابِ طِوالَ الخُطا
إِلى مَلِكٍ جازَ قَدرَ المُلوكِ ... فَكانَ الثُريا وَكانوا الثَرى
بَنى وَبَنوا دَرَجَ المَكرُماتِ ... فَطالَ عَلى ما بَنَوا ما بَنى
فَلمّا وَصَلنا أَبا صالِحٍ ... وَصَلنا أَجَلّ مُلُوكِ الوَرى
فَتىً سَبَقَ الناسَ بِالمَكرُماتِ ... إِلى أَمَدٍ لَم يَحُزهُ مَدى
كَريمُ النَجابَةِ عَفُّ الإِزارِ ... بَصيرٌ بِغَيرِ طَريقِ الخَنا
يَليقُ بِهِ المَجدُ وَالمَكرُماتُ ... وَتَصدُق ألقابُهُ وَالكَنى
فَما يَفعَلُ الناسُ مِن صالِحٍ ... فَإِنَّ المُعِزَّ بِذاكَ اِبتَدا
يَوَدّ وَحاشاه لَو قُدِّمَت ... إِلى الضَيفِ مُهجَتُه في القِرى