الذي هو قاصده فلما قرأ العامل الكتاب أمر بضرب رقبة الويزر فبعد أيام تذكر الخليفة في أمر البدوي وسأل عن الوزير فأخبر بأن له أياما ما ظهر وأن البدوي بالمدينة مقيم فتعجب من ذلك وأمر بإحضار البدوي فحضر فسأله عن حاله فأخبره بالقصة التي اتفقت له مع الوزير من أولها إلى آخرها فقال له أنت قلت للناس عني إني أبخر فقال يا أمير المؤمنين أنا أتحدث بما ليس لي به علم إنما كان ذلك مكرا منه وحسدا وأعلمه كيف دخل به إلى بيته وأطعمه الثوم وما جرى له معه فقال يا أمير المؤمنين قاتل الله الحسد ما عد له بدأ بصاحبه فقتله ثم أتخذ البدوي وزيرا وراح الوزير بحسده انتهى.
وحكي أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه لما مرض مرضه الذي مات فيه دخل عليه بعض بني هاشم ليعوده فلما استأذن عليه قام وجلس وأظهر القوة والتجلد وأذن للهاشمي فدخل عليه ثم قال متمثلا بقول أبي ذؤيب الهذلي من قصيدة رثى بها أولادا له ماتوا بالطاعون:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
فأجابه على الفور من القصيدة المذكورة بعينها:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
ومما يشاكل ذلك ما حكاه لي سيدي ومولاي عمدة العلماء الأعلام ونتيجة قضايا الأدباء الفخام الشيخ عبد الغني أفندي الرافعي حفظه الله تعالى أنه حكى له عبد الله أفندي ابن قاضي الموصل أن بعض علماء بغداد وفد على دار الخليفة العلية في أيام السلطان سليم بن السلطان عثمان خان ونزل في دار صاحب المشيخة العظمى إذ ذاك فاتفق له أن رأى السلطان سليمان في القائق بين أسكي دار واسلامبول فمر قائق الشيخ بالقرب من قائق السلطان فلما وقع عليه نظر الملك ورأى سيما أهل العلم أحب أن يداعبه فقال عندما ناداه:
فيم أقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت يكفيك منه مصة الوشل
فأجابه على الفور من القصيدة:
أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للملا قبلي
فعند ذلك سأله عن مكانه فأخبر أنه نزيل شيخ الإسلام ثم مر كل منهما بقائقه وبعد أيام اجتمع السلطان سليم بشيخ الإسلام وسأله عن الشيخ فذكر له صفته ثم أمره أن يسأله عن مراده فسأله من غير أن يعلمه أن ذلك عن أمر الملك فقال بغيتي القرية الفلانية في محل كذا وكذا إن قطعنيها كفتني ولا أريد سواها فأخبر الملك بذلك فأقطعه القرية وعاد وقد ربحت تجارته ببضاعة
Sayfa 272