أيديهما دجاجة مشوية وإذا بسائل يطرق الباب فقال الرجل لزوجته ادفعي إليه هذه الدجاجة فخرجت بها إليه فإذا هو زوجها الأول فدفعت إليه الدجاجة ورجعت إليه وهي باكية فسألها زوجها عن بكائها فأخبرته أن السائل كان زوجها وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول فقال لها أنا والله ذلك السائل.
ومما وقفت عليه ما حكي أن بعضهم قال: دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وإلى جانبها جرو ذئب فقالت أتدري ما هذا فقلت لا قالت هذا جرو ذئب أخذناه صغيرا وأدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر فعل بشاتي ما ترى وأنشدت:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي ... وأنت لشاتنا إبن ربيب
غذيت بدرها ونشأت معها ... فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء ... فلا أدب يفيد ولا أديب
قيل مر عمر بن عبيد بجماعة وقوف فقيل ما هذا قيل السلطان يقطع سارقا فقال لا إله إلا الله سارق العلانية يقطع سارق السر.
ومن ذلك ما حكي أنا رجلا من العرب دخل على المعتصم فقربه وأدناه وجعله نديمه وصار يدخل على حريمه من غير استئنذان وكان له وزير حاسد فغار من البدوي وحسده وقال في نفسه أن لم أحتل على هذا البدوي في قتله أخذ بقلب أمير المؤمنين وأبعدني منه فصار يتلطف بالبدوي حتى أتى به إلى منزله فطبخ له طعاما وأكثر فيه من الثوم فيتأذى من ذلك فإنه يكره رائحته ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين فخلا به وقال يا أمير المؤمنين إن البدوي يقول عنك للناس إن أمير المؤمنين أبخر وهلكت من رائحة فمه فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه مخافة أن يشم منه رائحة الثوم فلما رآه أمير المؤمنين كتب كتابا إلى بعض عماله يقول له فيه إذا وصل إليك كتابي هذا فأضرب رقبة حامله ثم دعا بالبدوي ودفع الكتاب إليه وقال له أمض به إلى فلان وائتني بالجواب فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير فقال أين تريد قال أتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلى عامله فلان فقال الوزير هذا البدوي يحصل له من هذا التقليد مال جزيل فقال يا بدوي ما تقول فيمن يريحك من هذا التعب الذي يلحقك في سفرك ويعطيك ألفي دينار فقال له أنت الكبير وأنت الحاكم ومهما أردت أفعل فقال أعطني الكتاب فدفعه إليه فأعطاه الوزير الفي دينار وسار بالكتاب إلى المكان
Sayfa 271