و«الدبس» بنوعيه ما يستخرج من العنب أو الزبيب، ومن الخرنوب وهذا يطبخ به اللبنانيون التين كما تطبخ المربيات بالسكر، ويطبخون التين كذلك بالدبس المستخرج من التين نفسه وبالسكر أيضا.
و«الصابون» وأجود أنواعه ما كان حيث يكثر الزيتون، أي في جنوبي لبنان وشماليه، وقد اشتهرت كفرشيما في المتن بصنعه، ويتجر به مع كثير من مدن سورية وأوروبا.
و«ثمر الليمون» بأنواعه وخصوصا الكباد، والحامض منه يكثر في السواحل ويتجر به أيضا مع مدن أوروبا.
و«الإسفنج» ومغاصه يمتد من البترون إلى طرابلس، ومنه يستخرج أفخر الأصناف، وفي مغاص لبنان 120 قاربا يديرها 550 رجلا كانوا يكسبون في العام من 4000 ليرا إلى 6500 ليرا، وأما اليوم فقل الكسب من هذا الصنف لكثرة المتجرين به من دون اللبنانيين.
و«ماء الورد» ويكثر استخراجه في السواحل من أزهار الورد، و«ماء الزهر» ويكثر استخراجه في السواحل أيضا من زهر الليمون. (6) معادن لبنان
إن لبنان لا يخلو من المعادن مما يمكن الانتفاع به، ولكن ربما كان في استخراج البعض منها صعوبات تستلزم من النفقات والعمل ما يضيع دونه النفع، ومن أجل هذا كان الفينيقيون يقصدون البلاد السحيقة لاستخراج المعادن، وما كانوا ليغفلوا عن معادنهم ويسعوا إلى غيرها لولا ما في استخراجها من الصعوبات، وربما كان ما يرى من نفاية المصهور من المعادن في بعض الأماكن من لبنان دليلا على أنهم اشتغلوا بالحفر فيها وسعوا في استخراجها. ففي لبنان من معادن الحديد معدن فوق العاقورة، وآخر بالقرب من المروج القريبة من الشوير، وتعرف بآبار مرجبا.
وفيه أيضا الفحم الحجري يتخلل طبقات أراضيه؛ فقد اكتشف المغفور له إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا سنة 1835 منجما من هذا الفحم بالقرب من قرنايل بقضا المتن، واستخرج منه قدرا كبيرا، وترك هذا المنجم وشأنه بعد مزايلته للديار الشامية، ويوجد الفحم الحجري أيضا في نواحي الشوير، وبكفيا، وفي حارة حمزة، وترشيش، وكفر سلوان من أعمال قضاء المتن، وفي بعض الأنحاء من قضاء جزين، وفي عين طورين من قضاء البترون، وفي عين الرجمة من قضاء كسروان. ويوجد أيضا في لبنان معادن أخرى؛ كالنحاس والتوتيا والفضة.
2
ولكن لجهل أهله بصناعة استخراج المعادن، وضيق ذات اليد، وعدم اعتيادهم على الصبر في الأعمال الخطيرة على اجتناء الثمرات البعيدة، ولغير ذلك من الأسباب؛ لم يطرقوا هذا الباب من أبواب الرزق الحلال. (7) حيوانات لبنان
إن الحيوان الداجن منه والآبد في لبنان كثير الأنواع؛ فمنها: العنز الطويل الآذان، وهو لا يوجد في غيره من البلدان، والخيل كريمة وغير كريمة، والجمال والبغال والحمير، والأبقار والجاموس، والأغنام ذوات الأليات الكبيرة يأتي بها التجار إلى لبنان من الخارج ويبيعونها من اللبنانيين، فيعلفونها حتى تبلغ مبلغا من السمن كبيرا فينحرونها، ويذخرون لحمها إلى آونة الشتاء، ومنها: الغزال والأرنب، والثعلب وابن آوى، والذئب والضبع، والنمس والقنفذ، والدب في بعض الأماكن كجبل صنين وجبل الشيخ، والخنزير البري في جبل الريحان وما يليه، ومنها النمر، وقد كان في السنين الماضية كثير العدد لكثرة الآجام في الجبل، وأما الآن، وقد قلت تلك الآجام ولم يعد لهذا الصنف ولغيره من أصناف حيوانات القنص عرن تتقي بها فتكات القانصين، فقل عددها كثيرا، كما قلت أنواع الطيور الأوابد كالحجال وغيرها. ومن طيور لبنان الأوابد الحجال، والحمام والغربان، والنسور والحسون والدوري. أما القواطع التي تجتازه في فصول من السنة معلومة؛ كالإوز العراقي والبواشق، والخطاطيف والسنونو، واليمام «الترغل » والسماني، والفري والدجاج الأرضي، والهدهد والشحرور والعقبان إلى غير ذلك من صغار الطيور. فكثيرة، وهكذا الحشرات والهوام فإنها كثيرة جدا، منها دود القز والنحل وعسله مشهور في القديم، ولكن تربية هذا الصنف في السواحل لا تصلح كثيرا لفقد الأزهار القائمة بغذائه في قسم كبير من السنة؛ ولذلك عول المربون له في عدة أماكن على نقل خلاياه في الشتاء إلى السواحل وردها في الصيف إلى الصرود «الجرود»، وخير النحل ما كان في العاقورة وفاريا، ومزرعة كفر ذبيان وأفقا من أعمال كسروان، وفي بعقلين والمعاصر من الشوف، وفي بزبدين وكفر سلوان وأرصون من المتن، وفي حصرون وبزعون وبشري من البترون. وأجود العسل ما كان من نحل يكون مرعاه ذا نبات عطري، وهذا في الغالب في العذي «البعل» من الأرض.
Bilinmeyen sayfa