وفي هذه السنة مات السلطان الملك المجاهد في جمادى الأول منها فاتفق الحاضرون ونصبوا بعده ولده الملك الملقب الأفضل العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول،(1) وكان محمد بن ميكائيل قد استفحل أمره، وكان الملك المجاهد قد اشتغل عنه بخلاف أولاده عليه، فلما مات المجاهد قويت شوكته وجرد العساكر إلى زبيد يتلو بعضها بعضا، فكان بينه وبين الملك الأفضل وقعات مشهورة على زبيد وغيرها، وقتل كثير من الناس.
وروي أن الملك الأفضل جهز إليه جيشا كبيرا من الأشراف والأكراد، ثم قصدوا أصحابه إلى القحمة في سنة خمس وستين وسبعمائة فانهزم أصحاب بن ميكائيل وهم بن شمير ومن تبعه، وقتل منهم جماعة، ودخل عسكر السلطان القحمة، واحتووا على ما فيها، وسار بن شمير فيمن بقي معه إلى ابن ميكائيل وهو في المهجم، فخرج بن ميكائيل من المهجم هو وهم إلى حرض، ثم لما علم أن عسكر السلطان قد دخلوا المهجم سار إلى صعدة.
قال الخزرجي: وفي ذلك يقول الشريف مطهر وهو الواثق بن محمد بن مطهر في قصيدة له أولها:[351]
جهلك لم تخش الذي بطشه يخشى
وأرداك من مناك في الملك مثلما?
?
ولم ترهب الأفعى ولا الحية الرقشا
تردى ضحى من ظهر ناقته الأعشى(2)
فلبينا دعاه بعصبة
بهاليل من أبناء فاطمة التي قضى?
ترش الثرى من ضربها بالدما رشا
فضلها في الخلق من خلق العرش إلى آخرها.
Sayfa 142