Şam'da Emevi Devleti
الدولة الأموية في الشام
Türler
2
والمهم من كل ما قدمناه أنه كان للمسلمين على الحدود الأناضولية السورية ثغور تعرف بالثغور الشامية، وقد سماها الرشيد العباسي فيما بعد «بالعواصم » وهي أنطاكية وما جاورها، فكانت الجيوش الأموية تسير منها إلى الحصون والمسالح البيزنطية فتنهبها وتعمل فيها السيف والنار؛ خصوصا في المنطقة الواقعة ما بين الإسكندرونة وطرسوس اليوم، وكان أهلها يخلونها بأيام الصوائف أو يصمدون للأمويين إن عاونتهم حكومة القسطنطينية وشحنتها بالمقاتلة والذخيرة، وطالما كمن أهل هذه الديار للكتائب الأموية فأصابوا غرة المتخلفين والمنقطعين عنها، فخلف لذلك الولاة فيها الجند الكثيف إلى حين خروجهم. (2-1) معاملة الفاتحين لسكان سورية
ولا يغرب عن بالنا أن المسلمين لدى فتحهم البلاد السورية عاملوا أهلها معاملة طيبة، وأسندوا إليهم المناصب الجليلة، ولم يتداخلوا في شرائعهم، فأبقوا لهم محاكمهم وقضاتهم، فاستفادت بعض العناصر المغلوبة على أمرها من هذا التساهل وراحت تتواطأ مع الروم على المسلمين كالجراجمة واللبنانيين، أما الجراجمة فهم من الجرجومة، وهي مدينة على جبل اللكام بين بياس وبوقا، فلما فتح أبو عبيدة بن الجراح أنطاكية ثانية بعد غدرها ونقضها عهوده الأولى غزا الجرجومة، فبدأ أهلها بطلب الصلح والأمان ولم يقاتلوه، فعقد معهم صلحا تضمن الشروط الآتية:
أولا:
يصالح المسلمون الجراجمة على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا ومسالح في جبل اللكام.
ثانيا:
لا يأخذ المسلمون الجزية من الجراجمة.
ثالثا:
ينقل الجراجمة أسلاب من يقتلون من عدو المسلمين إذا حضروا معهم حربا في مغازيهم.
رابعا:
Bilinmeyen sayfa