Şam'da Emevi Devleti
الدولة الأموية في الشام
Türler
56
لم يخدم الحجاج الأمويين حبا بالثروة التي قد يجمعها من ورائهم، بل طاعة لهم ومحبة بهم، فقد مات ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم ومضجعا وسيفا وسرجا ورحلا ومائة درع موقوفة. ا.ه.
الفصل الخامس
الفتوح الأموية
قام الأمويون بفتوحهم العظيمة حينما استتبت لهم الأمور في البلاد، وهدأت نيران الثورات، واستظل الناس في بحبوحة العيش الرغيد، فأقدموا على توسيع رقعة المملكة الأموية في ساحات ثلاث، هي الساحة البيزنطية والساحة الشرقية والساحة الإفريقية الأوروبية. (1) الفتوح في الساحة البيزنطية
أطلقنا على الساحة الأناضولية اسم الساحة البيزنطية لأنها كانت تخضع للبيزنطيين في القسطنطينية، ويدعوهم العرب في مصنفاتهم بالروم، ولأن الأمويين أشعلوا لهم في هذه الديار حربا ضروسا بقيت زمنا طويلا، ويمكننا أن نقول: إن هذه الحرب هي عبارة عن سلسلة من الغزوات المتقطعة امتدت من عهد معاوية الأول إلى سقوط الدولة الأموية في الشام، وقد تتابعت هذه السلسلة من الغزوات أيضا على عهد العباسيين. (1-1) ملطية، طرندة
فلما ولي معاوية الأول الشام فتح «ملطية» عنوة، ورتب فيها رابطة من المسلمين، وشحنها بالجنود الشامية والجزرية، وأكثر فيها العدة والسلاح، وكل همه من ذلك أن يجعلها محطة يضرب بها المسلمون الروم دائما، فتبقى طريقا للصوائف العربية، وقد انتهز البيزنطيون الفرصة أيام الحركة الزبيرية فأغاروا عليها وشعثتها قواهم، وأنزلوها قوما من الأرمن والنبط وغيرهم من النصارى، فبذلت الجيوش الأموية جهدها في تثبيت أقدامها في الأناضول، فحصنت «طرندة» سنة 83ه/702م، وبنت بها المساكن وهي على بعد ثلاث مراحل من ملطية، وكانت الطوالع من جند الجزيرة والشام تقيم بها في الصيف، فإن نزل الشتاء وتساقطت الثلوج قفلوا عنها، ورحل عمر بن عبد العزيز أهل طرندة عنها وأباح لهم السكنى في ملطية، وحصنها وجهزها بالجند لاعتقاده أنها أكثر ثباتا على مقاومة العدو، وذلك لمناعة موقعها الحربي، ولم يتهاون البيزنطيون في أمر ملطية، فخرج إليها منهم عشرون ألفا سنة 123ه/740م فثبت العرب فيها واستقتلت النساء العربيات، فروى لنا البلاذري أنهن ظهرن على السور وعليهن العمائم فقاتلن. (2) الثغور الشامية أو العواصم
وكانت لمسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد اليد الطولى في هذه الفتوح، فسقطت أمام جهودهما حصون طوانة وقسطنطين وغزالة والأخرم وأذرولية وغيرها كسمسطية وماسة والحديد، وكلها من ناحية ملطية، وفتحا كذلك حصني سوسنة وبولس من أعمال المصيصة، وهي مدينة على شاطئ جيحان تقارب طرسوس، ويقول عنها معجم البلدان: إنها «من مشهور ثغور الإسلام، وقد رابط بها الصالحون قديما، وبها بساتين كثيرة يسقيها نهر جيحان، وكانت ذات سور وخمسة أبواب، ومن مصنوعاتها الفراء تحمل إلى الآفاق وربما بلغ الفرو منها ثلاثين دينارا.»
1
وبنى المصيصة على أساسها القديم عبد الله بن عبد الملك بن مروان، ووضع بها سكانا من الجند فيهم ثلاثمائة رجل انتخبهم من ذوي البأس والنجدة المعروفين، ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك، وبنى فيها مسجدا فوق تل الحصن.
Bilinmeyen sayfa