Şam'da Emevi Devleti
الدولة الأموية في الشام
Türler
وأبعد الولاة القساة السفاكين عن استلام زمام البلاد لئلا يفسدوا في الأرض، فكتب عمر إلى الجراح بن عبد الله عامله على خراسان: «بلغني أنك استعملت عمارة، ولا حاجة لي بعمارة ولا بضرب عمارة، ولا برجل قد صبغ يده في دماء المسلمين فاعزله.»
37
وكان عمر لا يفتأ يذكر عماله بواجباتهم، وما عليهم تجاه الله والأمة والبلاد من المسئولية الكبرى، فطلب إليهم أن يجمعوا الخراج الطيب الحلال، فلما كتب ميمون بن مهران أحد الولاة إلى عمر بن عبد العزيز أن يستعفيه من الخراج أجابه: «يا ابن مهران، إني لم أكلفك بغيا في حكمك ولا في جبايتك، فاجب ما جبيت من الحلال، ولا تجمع للمسلمين إلا الحلال الطيب»،
38
ثم أمرهم أن يلوا أرباب الخبرة وأهل الفضل في المناصب، وأن يرفعوا السنن الخبيثة التي أنهكت العامل والفلاح، وأن لا يعجلوا في أحكام الإعدام والصلب قبل استئذانه، وأن لا يستوفوا الضرائب التي لا يخولهم القانون حق استيفائها، وأن يسهلوا على التجار والمسافرين مصالحهم فيبنون لهم الخانات ويضيفونهم،
39
وإليك وثائق تثبت لك كل هذه الحقائق التي ذكرناها:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الرحمن بن نعيم والي خراسان: «أما بعد ... فكن عبدا ناصحا لله في عباده، ولا يأخذك في الله لومة لائم، فإن الله أولى بك من الناس، وحقه عليك أعظم، فلا تولين شيئا من أمراء المسلمين إلا المعروف بالنصيحة لهم أو التوفير عليهم وأداء الأمانة فيما استرعى، وإياك أن يكون ميلك ميلا إلى غير الحق فإن الله لا يخفى عليه خافية، ولا تذهبن عن الله مذهبا فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه.»
40
وكتب إلى زرعة الكاوي وكان قد ولاه خراج خراسان: «إن للسلطان أركانا لا يثبت إلا بها، فالوالي ركن، والقاضي ركن، وصاحب بيت المال ركن، والركن الرابع أنا، وليس من ثغور المسلمين ثغر أهم إلي ولا أعظم عندي من ثغر خراسان، فاستوعب الخراج وأحرزه في غير ظلم، فإن يك كفافا لأعطياتهم فسبيل ذلك وإلا فاكتب إلي حتى أحمل إليك الأموال فتوفر لهم أعطياتهم.»
Bilinmeyen sayfa