وفي الساعة الثامنة أقبل علي أبي، ووجدني مستعدة كما أمر، فخرج بي من المنزل إلى الحديقة، ففتح بابا سريا فيها يطل على الغابات.
وكان هناك مركبة تنتظرني، فصعدت إليها مع جرتريدة، ثم ودعت أبي فسارت المركبة في تلك الغابات يسير في جانبيها فارسان، وكانت ليلة باردة حالكة الأديم.
وما لبثت أن سارت بضعة أميال حتى غفوت، وما صحوت إلا وجرتريدة تهزني بيدها وعليها علائم الرعب.
فانتبهت مذعورة وقلت: ما حملك على إيقاظي؟ - انظري تعلمي.
ورفعت ستائر المركبة ونظرت بين تلك الغابات، وفي ذاك الظلام المخيف، ورأيت المركبة محاطة بستة فرسان مقنعين، وقد أوقفوها عن السير.
وامتلأ قلبي من الرعب، وتلجلج لساني عن الكلام، فلم أستطع الاستغاثة.
وفيما أنا على هذه الحال إذ دنا مني رئيس العصابة وقال: لا بأس عليك يا سيدتي، فلا نريد بك شرا، فاطمئني واتبعينا. - إلى أين؟ - إلى مكان بعيد، لا خوف عليك فيه، فأنت ستكونين كملكة.
ولم يكن هذا الكلام إلا ليزيدني خوفا على خوفي، فقلت: كيف تريد أن أطمئن؟ بل كيف يخطر في بالي أن أعصاكم وأنا ابنة ضعيفة وأنتم جماعة؟ فافعلوا بنا ما تشاءون.
وللحال صعد أحد رجال العصابة إلى مكان السائق، فسار بالمركبة بغير الطريق الذي كنا نسير فيه.
وسارت بقية الفرسان بحراستها.
Bilinmeyen sayfa