واتفق أن الدوق دانجو جاء يوما يتفقد غاباته، وأحيا له المسيو دي مونسورو ليلة راقصة، كنت مع أبي في عداد المدعوين إليها.
وهناك عرفت هذا الدوق الفاسد الأخلاق، وكان لا يحول نظره عني، وكنت أشعر كلما نظرت إليه أو افتكرت به بأنه سيصل إلي منه شر عظيم.
وفي اليوم الثاني خرجت إلى النزهة في الغابات، ولما عدت منها أخبرتني خادمتي أن المسيو دي مونسورو قد أتى في غيابي، وخلا بأبي طويلا، وداخل الرعب قلبي من هذه الخلوة، ودخلت إلى غرفتي وأنا أتوقع الإنذار بمصاب كما كان يدلني قلبي.
ولم يطل انتظاري حينا حتى فتح الباب ودخل أبي، وعلى وجهه علائم الكدر فقال لي: لا تحزني يا ابنتي فإننا سنفترق بضعة أيام لسبب خطير لا حاجة إلى أن تعرفيه ولا تسأليني عنه.
وانتصبت واقفة مرعوبة وقلت: كيف نفترق يا أبي؟ - نعم؛ لأن هذا الفراق لا بد منه، ولكنه فراق مؤقت، ولا تجزعي واستعدي للرحيل في هذا المساء إلى منزل عمتك في مدينة ليد. - ألا تسير معي أنت؟ - كلا، بل يجب أن أبقى نفيا للظنون؛ لأن لا أحد يعلم أين أنت ذاهبة. - إذا فمن الذي يسير معي؟ - لقد عهدت بخفارتك إلى رجلين هما موضع ثقتي، وستصحبك جرتريدة.
فبكيت وتوسلت.
ولم يجد بكاي نفعا ...
وعلمت أن الأمر خطير.
وإلا فإن أبي لم يكن يسمح بفراقي بعد ما رآه من خوفي، فكفكفت دموعي المنهملة ...
وجعلت أستعد للرحيل.
Bilinmeyen sayfa