113

Dalil ve Burhan

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Türler

فأما إخواننا المرجئة ، فإنهم نظروا إلى أنفسهم لا غنى لهم عن المعصية ولا صبر دونها وقد تنغصت عليهم بالوعيد الشديد والخلود في النار يوم الخلود ، عمدوا إلى ما أنزل الله تعالى على نبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أول مرة في دعائه المشركين الجاهلين إلى الدخول في الإسلام ، والباب الذي فتح لهم من الإيمان ، وعظم ما وعد الله للداخلين في الإيمان من الثواب الجزيل والأجر الجليل استصلاحا لعباده وتسهيلا لهم في الدخول في الإسلام ، وترغيبا لهم في عظيم الثواب ، فلما دخلوا في الإسلام وتمكن في قلوبهم الإيمان خاطبهم وقال : ( ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) . ثم عقبوا إلى الوعيد الذي عقب به الباري سبحانه في آخرية الإسلام على المعاصي والذنوب وأبطلوه ولاشوه ( ويوم القيامة ترى الذي كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) فاحولت أعينهم عمدوا إلى الناسخ فأبطلوه ، ورضوا بالمنسوخ وقبلوه ، وارتاحت أنفسهم بالخروج من النار تسليا وتوليا بعد قول الله - عز وجل - حكاية عن اليهود ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ، قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) . ائتموا بإخوانهم اليهود ...

وأما الخوارج فحسبهم قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتنظر في القديدة فلا ترى شيئا . وتتمارى في الفوق )) ..

Sayfa 39