مرادنا وأما اخواننا الذين ماتوا عند الأكمة فنرجوا أن الله عزوجل لا يخيب مسعاهم
ووقع مثل ذلك كثيرا جدا وقد دونه الأئمة كإبن أبي الدنيا وغيره وعقدوا له باب الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وخرجوه بأسانيدهم على إختلاف الوقائع وفيها ما يتعلق بالصديق والفاروق رضي الله عنهما وها أنذا أتعرض لنبذة يسيرة جدا من غير الأسانيد لأنه اللائق بهذه الورقات فمن أراد الكثرة فعليه بالنظر في كتب الأئمة فإنها مجلدات والمهمل لذكرها قد نادى على نفسه بخبث طويته في حق أصفياء الله عزوجل وأوليائه
أعاذنا الله من الزيغ والفتن ما ظهر منها وما بطن فمن ذلك ما أخبر به أبو عبد الله الحسين وأبو علي بن سعيد بن نبهان وكان من فضلاء بغداد ورؤسائهم وغيرهما قالوا أراد رجل الحج فأحضره الأمير مقلد فقال يا فلان تريد الحج قال نعم قال إذا حججت وأتيت المدينة فاقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم مني السلام وقل له لولا صاحباك لزرتك قال الرجل فحججت وأتيت المدينة ولم أقل الكلام عند القبر إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان الليل نمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فقال لي فلان لم لم تؤد الرسالة من مقلد فقلت يا رسول الله أجللتك أن أقول في صاحبيك ذلك فرفع رأسه إلى رجل فقال له خذ هذا الموسى واذبحه قال ففعل قال فوافيت العراق فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه فلما قدمت المدينة أي بغداد سألت عنه فقيل انه ذبح علي فراشه فذكرت للناس الرؤيا التي رأيتها فشاعت إلى أن بلغت الأمير قرواس إبن المسيب فأحضرني وقال اشرح لي الحال فشرحت له فقال أتعرف الموسى قلت نعم فأحضر طبقا مملوءا مواسى والموسى في الجملة فقال لي أخرج الموسى فضربت بيدي وأخذت الموسى الذي رأيته بيد المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد ناوله الرجل فقال صدقت هذا الموسى وجدته عند رأسه وهو مذبوح
Sayfa 86