وقال السيد الجليل سلمان بن شحيم قدس الله تعالى روحه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله الذين يأتونك ويسلمون عليك تفقه سلامهم قال نعم وأرد عليهم وقال بعض المشايخ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت استغفر لي فأعرض عني فقلت يا رسول الله استغفر لي فأعرض عني فقلت يا رسول الله إن سفيان بن عيينة حدثنا عن محمد إبن المنكدر عن جابر أنك لم تسأل شيئا قط فقلت لا فأقبل علي وقال غفر الله لك وكان موهوب إبن الجزري الشافعي إماما عالما فاضلا مفيدا يشارك في سائر العلوم مشاركة جيدة مع العقل والدين والإيثار لأهل الضرورات وكان يتجر فكثر ماله فأردا الصاحب أن يتعرض له قال فخفت منه خوفا شديدا فلما كان في بعض الليالي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله إني خائف من الصاحب فقال لا تخف منه وقل له بعلامة كذا وكذا لا تؤذني فرسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع في فلما انتبهت صليت الصبح وركبت دابتي ووقفت للصاحب في الطريق وهو طالع إلى القلعة قال فسلمت عليه وصحبته وقلت له معي رسالة فقال ممن قلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قل له بعلامة كذا وكذا فقال صدقت أنت وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا اليوم أتشفع بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمولى يرسم والمملوك يمتثل ومهما كان لك من الحوائج تعرفني بها أو لأحد أصحابك
وطلب بعض أمراء الجور رجلا أراد منه شيئا وهدده تهديدا
وتواعده بالعقوبات فقال له الرجل أنا أتشفع إليك بسيد الأولين والآخرين أن لا تتعرض لي بما لا يحل لك فلم يلتفت إليه ولا إلى قوله فلما أصبح الصباح طلب الأمير الرجل وأكرمه بعد أن فك عنه الطلب فقيل للأمير في ذلك فقال رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهزني وهم بي وقال يتشفع بي إليك ولا تقبل فوالله لا يتشفع به أحد إلي إلا قبلت شفاعته فإني خفت على نفسي الهلكة وعن منصور بن عبد الله قال سمعت إبن الجلاء يقول دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وبي شيء من الفاقة فتقدمت إلى القبر فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ضجيعيه أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه ثم قلت يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك الليلة ثم تنحيت ونمت بين القبر والمنبر وإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد جاءني ودفع إلي رغيف خبز فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف الرغيف ومن تتمة القصة أن قال إبن الجلاء انه دام بعد ذلك أربعين سنة لم يحتج فيها إلى طعام الدنيا ولا إلى شرابها ببركة تلك الأكلة قال العلماء الظاهر أن ما أتاه به النبي صلى الله عليه وسلم من طعام الجنة لأن من أكل من طعام الجنة إستغنى عن طعام الدنيا قالوا وهذه رؤيا حق لما جاء في الحديث من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي
Sayfa 83