قال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه النسائي بنحوه ورواه البيهقي وزاد محمد بن يونس في روايته فقام وقد أبصر وفي رواية شعبة ففعل فبريء وفي رواية يا محمد أني توجهت بك إلى ربي فتجلى عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال عثمان رضي الله عنه فوالله ما انصرفنا ولا طال الحديث حتى جاء الرجل كأنه لم يكن به ضر فهذا حديث صحيح صريح في التوسل والإستجابة وليس فيه أنه فعل ذلك في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه التقييد بزمن حياته ولا أنه خاص بذلك الرجل بل إطلاقه صلى الله عليه وسلم يدل على أن هذا التوسل مستمر بعد وفاته شفقة عليهم لأنه بهم رءوف رحيم ولإحتياجتهم إلى ذلك في حاجاتهم ويدل على ذلك أن عثمان بن حنيف راوي الحديث هو وغيره فهمو التعميم ولهذا استعمله هو وغيره بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كما رواه الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة عثمان بن حنيف رضي الله عنه ذكره في أول الجزء الخمسين من مسنده أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا ينظر في حاجته فلقي الرجل عثمان بن حنيف وشكي إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف رضي الله عنه أئت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي حاجتك وتذكر حاجتك
ورح حتى أروح معك فذهب الرجل وفعل ما قاله عثمان بن حنيف له ثم أن الرجل أتى إلى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء البواب فأخذ بيده حتى أدخله إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فأجلسه معه على الطنفسة فقال حاجتك فأعلمه بها فقضا هاله وقال ما ذكرت حاجتك إلا الساعة ثم قال عثمان بن عفان رضي الله عنه ما كان لك من حاجة فاذكرها ثم أن الرجل خرج من عند عثمان ابن عفان رضي الله عنه فلقي عثمان بن حنيف رضي الله عنه فقال له جزاك الله خيرا اما أنه ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلى حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف رضي الله عنه ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ضرير فشكي إليه ذهاب بصره فقال له صلى الله عليه وسلم أو تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان بن حنيف فوالله ما انصرفنا ولا طال الزمان حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرقط ورواه البيهقي بإسناده من طريقين فهذا من أوضح الأدلة على الإحتجاج بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كحياته كفعل عثمان راوي الحديث ولفعل غيره في حياته وبعد وفاته وهم أعلم بالله عزوجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم من غيرهم وإليهم ترجع الأمور في القضايا التي شاهدوها في زمنه وأخذوها عنهم رضي الله عنه ومن عدل عن ذلك فقد أفهم عن نفسه أن عنده ضغينة لهم وهذا من الواضحات الجليات التي لا ينكرها إلا صاحب دسيسة أعاذنا الله تعالى من ذلك
Sayfa 80