قال - صلى الله عليه وسلم - :( لو أغفل شيئا لأغفل الذر والخردلة والبعوضة(1)، وقال ابن مسعود(2) رضي الله عنه :( من أراد العلم فعليه بالقرآن فان فيه خبر الأولين والآخرين ) ، وقال :( أنزل في القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن ) .
مما ينبغي لنا أن نذكره هنا ونزين به هذه النبذة بعض أسرار كلام الله العزيز الذي لا ينضب معينه ولا تخلق محاسنه ولا تنطفيء أنواره ، نرى كثيرا ما يمدح سبحانه فيه أعمالا ويذكر على أخرى ثوابا ويثني على فاعلها مرة أخرىتشويقا لنفوس المؤمنين وانتدابا لها إلى تلك الأعمال الجليلة بطريقة مؤثرة بليغة لما فيها من المنافع الجمة وادخار الحسنى . ولو امعنت التفكر مثلا في قوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير } ( البروج / 11)
لرأيت في نفسك من التأثير ما لاتقدر على تكييفه ومن الشوق ما لاتتصوره ومن انتعاش روحك وانجذاب نفسك ما تكتنهه ، لذلك قال العلماء يؤخذ الأمر من ثلاثة من مدح الفعل ومن ذكر الثواب عليه ومن مدح الفاعل ،كذلك النهي يؤخذ من ذم الفعل ومن ذم الفاعل ومن ذكر الوعيد عليه . ومن هذا القبيل ذكر المولى عز شانه نعمه في معرض الامتنان الفاتا لنفوسنا الى شكرها واستعمالها فيما خلقت لاجله وهذا كثير في القران مما تحسن حال الافراد به وتنتظم الهيئة الاجتماعية ةتنال السعادة السرمدية .
ومن الغرور ان يقول قائل ان الكتب المنزلة لم تتضمن الا ما هو عبادة ةتهذيب النفوس مع ما تضمنه القران مما ذكرناه وهو شيء يسير مما فيه ، وحتى سيادة المسلمين ةاستخلافهم في الارض لحفظ النظام ونشر السلام .
(1) رواه ابو الشيخ وابن حبان في كتاب العظمة .
Sayfa 69