والوجه المختار عندي هو الأول وهذا الثاني أيضا داخل في الأول وكل كتاب منه تعالى يفؤق بين الحق والباطل فهما في المعنى شي واحد تفسير هذه الأيه الكريمه كثرة الخير وتزايده الفرقان الفاضل العالمين جمع عالم قال جعفر الصادق عليه السلام العالمون أهل الجنة وأهل النار وقيل عبارة عن جميع المخلوقات كما قال سبحانه:{وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما}وقد قيل هم الملائكة وهم ثمانية عشر الف ملك مع كل ملك أعوان ملا يعلم عددهم إلا الله تعالى ومن ورائهم أرضمضناك الزحام وعرضها مسيرة الشمس أربعون يوما وطولها لا يعلم [24]إلا الله تعالى مملوه ملائكة يقال لهم الروحانيون ولهم زجل بالتسبيح والتهليل لو كشف عن صوت أحدهم لهلك أهل الأرض من هول صوته فهم العالمون ومنتهاهم إلى حملة العرش هذا عن أبي بن كعب وقال وهب الله ثمانيه عشر الف عالم الدتيا منها عالم وما العمر في الخراب إلا كفسطاط في الضجر وقال مقاتل بن سليمن لو فسرت العالمين لأحتجت إلى الف جلد كل جلد ألف ورقة .والمختار عندي الذي ذكره الصادق عليه السلام وهذه الأقوال داخله فيما حكيناه عنه عليه السلام التبر المجرف وسياتي فيه مزيدا إيضاح أنشاء الله تعالى تبارك تزايد خيره على عبده العاصي والمطيع وتعالى وتزايد بشانه على كل شان لأني أرسل سورا إثر سور وأيات غير أياة الفرقان الذي فصل لكم الحلال من الحرام على عبده محمد صلى الله عليه وآله [وسلم] ليكون أما الفرقان وأما الرسول صلى الله عليه وآله [وسلم] والنذير وهوا مخوفا للعالمين قد تقدم وهو يزيد الثقلين من عذاب الله تعالى الأليم ومعرفا لما يفوتهم بعصيانهم له سبحنه من النعيم المقيم .
وثالثها: الكتاب قال الله سبحنه {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه } والوجه في تسميته كتاب انه مجمع بعضه ببعض جزاله ونظما ومعنى ولفظا ومنه سميت الكتب كتب لأجتماع الناس فيها ويقال كتب الخزاز الشفاءإذا خرزه قال الشاعر.
Sayfa 36