Uyum Başlığı Yusuf Sadık Hikayesi
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Türler
ومن المحتمل أن تادرس وهبي كان على علاقة طيبة بهذا العالم، وقد جمعتهم نظارة المعارف معا فترات طويلة، فلم ينس تادرس علاقته بالآخرين حتى بعد خروجهم من السلطة. فعلي فهمي في ذلك الوقت كان على المعاش منذ عام 1882. ومهما يكن من أمر العلاقة بينهما، فإن علي فهمي في تصديره تعرض إلى قضية من أخطر القضايا التي تفجرت مسرحيا فيما بعد، وهي قضية تحريم التمثيل دينيا،
4
فهو بذلك كان من أوائل من تعرضوا لهذه القضية في ذلك الوقت.
والحقيقة أن حديثه عن قضية تحريم التمثيل دينيا، كان حديثا يتسم بالذكاء والفطنة والتنوير أيضا، حيث لم يقطع بتحريمه، وكذلك لم يقطع بجوازه إلا بشروط معينة! ولأن هذه القضية خطيرة، وأن حديثه عنها - بما له من ثقل أدبي ومكانة اجتماعية مرموقة - سيحسب له أو عليه! نجده يبدأ الحديث بأن هناك اتصال بين العلوم والفنون، وأن أحدهما لا يستغني عن الآخر من الناحية الاجتماعية. ثم يضرب مثلا بعلم التاريخ - الذي استحسنته جميع الأديان، وخصوصا الدين الإسلامي - هو العلم الذي أنتج لنا فرعا منه مجهول النسب، وهو فن التمثيل والتشخيص! والمقصود بمجهول النسب، أن التمثيل ليس من الأصول العربية أو الإسلامية، التي أنتجت أو استحسنت علم التاريخ! أي إنه اعتبر أن المسرحية التاريخية - على اعتبار مسرحية «يوسف الصديق» مسرحية تاريخية - فرعا من علم التاريخ!
وبعد أن وضع هذا المعنى، الذي يجيز فن المسرحية التاريخية دينيا، على اعتبار أنه فن ناتج من علم التاريخ المستحسن دينيا، نجده يقول: «إلا أن هذا الفن المستحسن لا يمكن لنا الحكم له أو عليه، وأن نسبة التحريم أو الجواز تصل إليه، إلا إذا عرضناه بذاته وصفاته على حكم الشرع، الذي قبل الأصل ولم ينص على قبول الفرع!» وهنا يتنصل علي فهمي من كلامه السابق بلباقة وحنكة! فقد خشي أن يفهم كلامه على أنه فتوى يفتيها في جواز التمثيل شرعا؛ لذلك يحيل هذا الأمر إلى المفتي أو إلى الحاكم الشرعي؛ لأن التمثيل يحتمل الوجهين؛ الجواز أو التحريم، ولكنه يساند الجواز على التحريم، بدليل قوله: إن الإسلام أصل هذا الفن، وهو علم التاريخ، ولكنه لم ينص على قبول الفرع وهو فن التمثيل!
وبعد أن أوضح أن حل هذه القضية في يد الحاكم الشرعي أو المفتي، نجده يدلي برأيه الخاص في هذه القضية، فيظهر استحسانه لهذا الفن الذي يطهر الأخلاق ويتوافق في موضوعاته مع قواعد الدين الإسلامي. أما سلبياته التي لا تليق بالإنسانية - ويطلق عليها اسم المدنية - فهي مرفوضة ومن الممكن إزالتها والتغلب عليها. ولو حدث هذا فإن هذا الفن بمدلوله الأصلي إن خلا من عوارض تشينه، وتحلى بمباحات تزينه، وتقلد بعلو همة، وتجرد عن انتهاك حرمة، ولم يكن آلة موصولة للنفوس الدنية إلى ارتكاب ما لا يليق بالإنسانية؛ فهو الواجب سياسة والجائز شرعا، والمباح عادة والمحلل طبعا، والحسيب النسيب أصلا وفرعا.
وبعد هذا التصدير يجد القارئ قصيدة نادرة في مدح الكتاب ومؤلفه، نظمها الشاعر الأديب حفني ناصف.
5
وهذه القصيدة تدل على أن تادرس وهبي كانت له علاقات كثيرة مع كبار أدباء وأعلام عصره. ومن هذه القصيدة نقتطع منها هذه الأبيات، وفيها يقول الشاعر:
كتاب لوهبي بك عز نظيره
Bilinmeyen sayfa