شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
Yayıncı
دار الأوزاعي
Baskı Numarası
الأولى.
Yayın Yeri
بيروت
Türler
قال: يروى "فليأت نسوتنا" ورأيت الأستاذ الرئيس أبا الفضل ابن العميد يقول: "أني لأتعجب من أبي تمام مع تكلفه رم جوانب ما يختاره من الأبيات، وغسله من درن بشع الألفاظ كيف ترك تأمل قوله: "فليأت نسوتنا" وهذه لفظة شنيعة".
وواضح من هذا النص أن المرزوقي كان يكبر ابن العميد ويأخذ أقواله مأخذ التسليم، ولذا نراه يتبنى هذا القول في شرحه دون شراح الحماسة الآخرين فيذكر في مقدمته أن أبا تمام "ينتهي إلى البيت الجيد فيه لفظة تشينه فيجبر نقيصته من عنده، ويبدل الكلمة بأختها في نقده، وهذا بين لمن رجع إلى دواوينهم فقابل ما في اختياره بها".
وقال في حماسية تأبط شرًا عند البيت القائل:
فأبت إلى فهم ولم أك آئبًا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
اختار بعضهم (ابن جنى) فأبت إلى فهم وما كدت آبيًا "وقال: كذا وجدته في أصل شعره ... ولا أدري لم اختار هذه الرواية الأن فيها ما هو مرفوض في الاستعمال شاذ أم لأنه غلب في نفسه أن الشاعر قاله في الأصل، وكلاهما لا يوجب الاختيار، على أني قد نظرت فوجدت أبا تمام قد غير كثيرًا من ألفاظ البيوت التي اشتمل عليها هذا الكتاب، ولعله لو أنشر الله الشعراء الذين قالوها لتبعوه وسلموا له".
هذا ما وصل إلينا من القدماء في هذه القضية، وقبل أن نسجل مناقشتنا ومناقشة غيرنا لهذه الأقوال نود أن نسجل هنا ملحظًا مهمًا هو أن ابن العميد والمرزوقي انفردًا من بين العلماء والنقاد بهذه الدعوى، فالكثيرون ممن اتصل بأبي تمام في حياته وبعد موته لم يذكروا هذه الدعوى بل لم يشيروا إليها مجرد إشارة، فنحن لا نجدها عند
1 / 42