ومنها أن صلاح الدين شرع في هذه السنة في عمارة سور القاهرة (^١)؛ لأنه كان قد تهدم أكثره، وصار طريقًا لا يَرُدَّ داخلًا ولا خارجًا، وولي أمره لقراقوش (^٢) الخادم، وقبض على القصور، وسلمها إليه.
وأمر بتغيير شعار الإسماعيلية، وقطع من الآذان "حي علي خير العمل"، وشرع في تمهيد أسباب الخطبة لبني العباس. كذا ذكره ابن أبي طي (^٣).
ومنها أن شمس الدولة طلب من أخيه السلطان رَبْع الكامل (^٤) بالقاهرة، وزاد على إقطاعه بوش (^٥)، وأعمال الجيزة، وسمنود (^٦)، وغيرها.
ومن جملة الحوادث في هذه السنة: أن في نصف رمضان هبت ريح شديدة عظيمة، ورعدت السماء بقعقعة لم يسمع بمثلها، فخر الناس على وجوههم.
وفيها (^٧): .....................
ذكر من توفي فيها من الأعيان
أبو طاهر البرقي الواعظ؛ تعلم الوعظ من أبي الحسن الزَّاغوني -شيخ ابن الجوزي- وسمع الحديث، وكان يعظ، توفي في محرم هذه السنة، ودفن بمقبرة أحمد ﵀.
_________
(^١) سور القاهرة: شمل السور ثلاث مرات، الأول وضعه جوهر القائد، الثاني بناه أمير الجيوش بدرر الجمالي، الثالث بدأه السلطان صلاح الدين وأكمله بهاء الدين قراقوش بتكليف من صلاح الدين. انظر: المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٢٠٤ - ٢٠٩ (طبعة مكتبة الآداب، القاهرة د. ت)
(^٢) بهاء الدين قراقوش بن عبد الله الأسدي، أبو سعيد. جعله صلاح الدين زمام القصر، واعتمد عليه في تدبير الديار المصرية لما استقل بها، توفي سنة ٥٩٧ هـ/ ١٢٠١ م. انظر وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٩١؛ شذرات الذهب، ج ٤، ص ٣٣١ - ٣٣٢.
(^٣) انظر قول ابن أبي طى في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٨٨.
(^٤) ربع الكامل: أنشأه الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب، وكان موضعه من جملة القصر الغربي وهو على باب الخرنشف ويمتد إلى الدرب المقابل للجامع الأقمر. انظر: الخطط، ج ٢، ص ٣٧٥.
(^٥) بوش: كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدني في غربي النيل - انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٧٥٨. وهي تقع الآن ضمن محافظة بني سويف. رمزي: القاموس الجغرافي، ق ٢ ج ٣، ص ١٥٨.
(^٦) سمنود: بلد من نواحي مصر جهة دمياط على ضفة النيل. معجم البلدان، ج ٣، ص ١٤٥.
(^٧) بياض في نسختى المخطوطة أ، ب بمقدار سطر.
1 / 64