الدين زنكي بن مودود بن زنكي. قال (^١): وحضر مجاهد الدين قيماز (^٢) صاحب إربل إلى خدمة نور الدين بالموصل.
ذكر ماجريات صلاح الدين يوسف بن أيوب
منها أن صلاح الدين عزل قضاة مصر؛ لأنهم كانوا شيعة، وولي قضاء القضاة بها لصدر الدين عبد الملك بن درباس الماراني الشافعي، واستناب في سائر الأعمال شافعية.
وفي تاريخ قضاة مصر: ولى القضاء صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس بن مبشر بن عبدوس الهمداني الماراني الكردي الموصلي، وكان قاضى [الغربية] (^٣)، قدم من المشرق إلى مصر، فولاه صلاح الدين ﵀ وكان عنده بمكانة.
وفي تاريخ (^٤) الدولتين: ولي صدر الدين عبد الملك المذكور القضاء والحكم بمصر والقاهرة وأعمالهما، في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة.
ومنها أن صلاح الدين خرج إلى الغزاة، وأغار على الرملة (^٥) وعسقلان (^٦)، وهجم ربض غزة، ثم رجع إلى القاهرة.
وفي تاريخ بيبرس (^٧): وفي هذه السنة تجهز صلاح الدين للمسير إلى الساحل غازيًا، فمضى وأغار على عسقلان والرملة، فأتاه ملك الفرنج (^٨) فقاتله، وهزمه، ونجا بنفسه، ثم رجع إلى القاهرة.
_________
(^١) القول لأبي شامة في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٨٠ نقلا عن العماد.
(^٢) مجاهد الدين قيماز: أبو منصور، قايماز بن عبد الله الزيني، الملقب مجاهد الدين الخادم، كان نائب سيف الدين غازي بن مودود صاحب الموصل في الحكم وهو السلطان في الحقيقة. توفي سنة ٥٩٥ هـ/ ١١٩٩ م بقلعة الموصل. انظر: وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٨٢ - ٨٤.
(^٣) "الغرية" كذا في الأصل، والمثبت بين الحاصرتين من نسخه ب.
(^٤) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٨٦.
(^٥) الرملة: مدينة عظيمة بفلسطين. وكانت رباطًا للمسلمين. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٨١٧.
(^٦) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين، على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٧٣.
(^٧) انظر هذه الأحداث في الكامل، ج ١٠، ص ٣١.
(^٨) ملك الفرنج: يقصد "عموري الأول" ملك مملكة بيت المقدس الصليبية. انظر تفصيل هذه الحادثة في مفرج الكروب، ج ١، ص ١٩٨.
1 / 62