فيا أيها الرئيس ويا أيها الإخوان، أفيقوا واعلموا أن تلك القوانين تثير الشعب، وإنكم إنما تحفرون قبوركم بأيديكم، أنتم تثيرون النار بنفخ الرماد، رفقا بأنفسكم، ورفقا بشعب تقودونه، بل بشعب أنابكم ووكلكم أموره. (حزب الشمال وبعض حزب اليمين) اسكت يا نصير الشعب، ها ها ها، لا نريد أن تتكلم، كفى هذيانا. (الرئيس) سنأخذ أغلبية الأصوات بطريقة سرية، فليكتب كل عضو رأيه في ورقة وليلقها في هذا الصندوق. وأشار إلى صندوق وضعه على طاولة أمام المصوتين.
وهنا تمتم سوبيسكي قائلا: الآن تمت الغلبة للظلمة، وصار النصر في جانب العسف، وضاع العدل بين أولئك الذين ليس لهم من النبل إلا اسمه، فيا ويح أمة أنتم نوابها!
وبعد ردهة من الزمان سكتت الجلبة على صوت الرئيس؛ إذ قال: أيها الإخوان سيسري القانون بأغلبية الأصوات.
والآن فإن أمامنا ضريبة نريد أن نقررها؛ لأن المالية في حاجة إلى المال لتحسين الحالة الإدارية في المملكة.
وما انتهى الرئيس من كلامه حتى قام جون سوبيسكي وقال: إنك يا جناب الرئيس ويا حضرات النبلاء لو كنتم تخالطون الشعب لأدركتم حالته المالية، فلا بد أنكم كنتم بدلا من ضرب الضرائب تخففونها عنه؛ لأنها أصبحت حملا ثقيلا على كاهله يئن تحتها، فرفقا بالأمة يا قادتها، ورفقا بالشعب يا نوابه، ورفقا بالمملكة يا رؤساءها.
الرئيس: ذلك أمر جلالة الملك، ومع كل فسنرى بأغلبية الأصوات، فيا حضرات النواب هل توافقون على ضرب ضريبة جديدة؟ (من اليمين ومن الشمال) نعم، نعم، ذلك من حق جلالة الملك وحقنا. وبعد قليل وافقت أغلبية المجلس على ضرب ضريبة جديدة.
وما هي تلك الضريبة؟
إنها كانت على قطع الأخشاب من الغابات، إذ قرر أن كل طن من الخشب يؤخذ عليه ثلث ثمنه رسما.
وهكذا كان ذلك المجلس يضيق على أنفاس الشعب ويذيقه كؤوسا يضيق لها صدر الحليم.
انفض الاجتماع أخيرا، فكان أول المجتمعين خروجا جون سوبيسكي الذي دافع بكل قواه عن الشعب، وبذل كل مجهوده للذود عن حوضه.
Bilinmeyen sayfa