يرزح في قلب الظلام،
عنقه مكبل بالأغلال الثقيلة،
مرغما تحت وطأتها أن يتأمل التراب الحقير.
ومضت تقول: «غير أن الوقت وقت علاج لا وقت شكوى»، ثم حدقت بملء عينيها قائلة: «ألست أنت من أرضعته يوما من لبني وأطعمته من طعامي إلى أن بلغ أشده؟ لقد منحتك أسلحة كفيلة بأن تحميك وتذود عنك ولكنك ألقيت بها بعيدا؟ ألا تعرفني؟ لماذا أنت صامت؟ هل أصمتك الخجل أم أسكتك الذهول؟ كنت أود أن يكون الخجل، ولكن الذهول فيما أرى هو الذي يتملكك.»
عندما وجدتني صامتا، بل مبلسا غير قادر على النطق، وضعت يدها برفق على صدري وقالت: «لا خطر، إنه يعاني من شيء من النسيان، ذلك المرض الشائع في العقول الضالة، لقد نسي نفسه برهة وسوف يتذكرها بسهولة إذا ما تعرف علي، ولكي أمهد له ذلك سأبدد بعضا من ضباب الهموم الدنيوية التي تغشي على عينيه.»
قالت ذلك ثم جمعت طرف ردائها وجففت عيني المغرورقتين.
الفصل الثالث
«الفلسفة» تقبل التحدي
ثم انجلى الليل وتبدد الظلام،
وعادت إلى عيني حدتهما السالفة،
Bilinmeyen sayfa