6
ولا ما أبحث عنه هو جدران مكتبتك المزينة بالزجاج والعاج، بل أبحث عن كرسي عقلك! ذلك هو المكان الذي أودعت فيه يوما لا كتبي بل الشيء الذي يجعل للكتب قيمة ... الفلسفة التي تحتويها الكتب، الأفكار التي تذخرها.»
7
التشخيص
في بداية فحصها للمريض تسأله «الفلسفة»: «هل تذكر ما هي غاية الأشياء جميعا، وما الهدف الذي تتجه إليه الطبيعة بأسرها؟» فلما وجدته ناسيا قالت: «فهل تعرف من أين أتت الأشياء جميعا؟» قال: «نعم، من الله»، قالت: «فهل يجوز أن تعرف الأصل وتجهل الغاية؟!» ولكن الأهم من هذه الأسئلة الكونية، التي تؤسس الإطار لحياة الإنسان، هو أنها وجدته ناسيا من هو وما هو دوره كإنسان!
هكذا يأتي التشخيص قاطعا كالسيف ثاقبا كالرصاصة: النسيان
8 «فلأنك سادر في نسيانك فقد رحت تتحسر على أنك منفي ومجرد من ممتلكاتك، ولأنك لم تعد تعرف ما هي بالضبط غاية الأشياء، فقد حسبت أن التافهين والمجرمين أقوياء وسعداء، ولأنك نسيت الطرائق التي تسير العالم فقد ظننت أن ضربات الحظ تتخبط هنا وهناك بغير ضابط.» ومن التشخيص الصحيح يبدأ العلاج الصحيح، ومن الجذوة المتبقية من ذاكرته الخابية تكون الخطوة الأولى ... «فما تزال لدينا الشرارة الكبرى لشفائك ، وهي رأيك الصائب عن إدارة الكون، فأنت تؤمن أن الكون لا تحكمه المصادفة العشواء بل العقل الإلهي، إذن لا تخش شيئا، فمن هذه الشرارة الضئيلة سوف ينبثق فيك وهج الحياة.»
عجلة الحظ
Wheel of Fortune
لعلك تأسى على تبدل الأحوال وتغير الحظ، وعلى سقوطك من ذرى المنصب والثراء إلى حضيض اليأس والقنوط، فلتتعرف إذن على الأقنعة العديدة لهذا المسخ (الحظ) الذي يغوي بالصحبة نفس الأشخاص الذين ينوي أن يخدعهم ويقلب لهم ظهر المجن، يخطئ من يظن أن الحظ قد أدار له ظهره، فالتغير هو جوهر الحظ وماهيته، والحظ في تقلبه وتبدله إنما هو حافظ لعهده وثابت على مبدئه! وكل من ارتضى أن ينحني للحظ ويضع عنقه تحت نير الظروف الخارجية فإن عليه أن يتحمل النتائج، وأن يقبل أحكام اللعبة إذا اقتضته بعد الصعود إلى القمة أن يهبط إلى القاع، وأن يعلم أن الحظ إذا ثبت على حال لا يعود حظا.
Bilinmeyen sayfa