Felsefenin Tesellisi

Adil Mustafa d. 1450 AH
210

Felsefenin Tesellisi

عزاء الفلسفة

Türler

عزاء الفلسفة

دراسة وتعليق

حياة بوئثيوس وأعماله

ولد أنيكيوس مانليوس سييرنيوس بوئثيوس لأسرة أرستقراطية عريقة تحولت إلى المسيحية في القرن الرابع، ويعد هذا تحولا مبكرا بالنسبة لأسرة رومانية محافظة وطيدة الأركان، ومن ثم حازت نفوذا وثراء عظيمين، وكان من بين أسلافه وأقاربه كثير من القناصل، ومنهم اثنان من الأباطرة، وواحد تقلد منصب بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتقلد والده نفسه منصب قنصل عام 487م على عهد الملك أودويسير، ولكنه توفي وابنه بعد صبي صغير، فتولى تربيته روماني نبيل رفيع المكانة هو كوينتس أوريليوس سيماخوس الذي تقلد منصب قنصل عام 485م، ثم صار فيما بعد حاكما لمدينة روما ورئيسا لمجلس الشيوخ، وهو الذي قدم بوئثيوس إلى عالم الأدب والفلسفة، وزوجه ابنته.

وقد بدت على بوئثيوس، فيما يروي قريباه إينوديوس وكاسيودوروس، مخايل النبوغ الاستثنائي منذ الطفولة المبكرة، وبدا شغفه بالتحصيل والدرس، وتلقى أعلى ضروب التعليم، فما ناهز الشباب حتى كان حاذقا لجميع الفنون الحرة من البلاغة إلى المنطق والفلك، وقد بلغ من إحكام العبارة وبلاغة الأسلوب وإتقان اليونانية مبلغا لم يتح إلا لقلة قليلة في نهاية القرن الخامس.

وقد استرعى بوئثيوس التفات الملك القوطي تيودوريك، الذي قهر أودويسر وقتله عام 493م، فقربه إليه وعهد إليه ببناء ساعة مائية ومزولة واستعان به في أمور فنية أخرى، وفي عام 510م تقلد بوئثيوس منصب قنصل، وبذلك تسنم في الثلاثين من عمره أرفع المراتب الرومانية جميعا وحقق ما لا يقدر أغلب الرجال على تحقيقه في عمره كله، ثم قلده الملك تيودوريك، في تاريخ غير معلوم، منصب «رئيس مستشاري البلاط»

magister officiorum

وهو منصب يضع على كاهله مسئوليات جساما، وفي عام 522م حظي بشرف لا يحظى به أحد إذ عين ولداه قنصلين في يوم واحد، وهو تكريم يعكس علو مكانته عند تيودوريك وإمبراطور القسطنطينية معا.

على الرغم من هذه المناصب السياسية الرفيعة التي حازها بوئثيوس فقد ظل شغفه وهواه ومهوى فؤاده هو البحث والدراسة وممارسة الفلسفة، يقول بوئثيوس في تعليقه على كتاب أرسطو «في التأويل »: «أود أن أترجم أعمال أرسطو كلها، بقدر ما تتوافر لدي، إلى لغة الرومان، وأنقل عباراته كلها بأمانة إلى اللسان اللاتيني ، كل ما سطره أرسطو في الفن العسير للمنطق، وفي المجال المهم للخبرة الأخلاقية، وفي الفهم الدقيق للموضوعات الطبيعية، سوف أترجمه على النحو الصحيح، وفضلا عن ذلك فسوف أجعل كل هذا مفهوما بتزويده بشروح مفسرة، وأود أيضا بالتأكيد أن أترجم كل محاورات أفلاطون، وأشرحها بالمثل، وأعرضها بذلك في صيغة لاتينية، وبعد أن أفرغ من ذلك لن أتردد في إثبات أن أفكار كل من أرسطو وأفلاطون متوافقة في كل النواحي، وأنها ليست متناقضة فيما بينها كما يفترض على نطاق واسع، وسوف أبين كذلك أنها تتفق فيما بينها في النقاط الحاسمة فلسفيا، هذه هي المهمة التي سأكرس لها نفسي بقدر ما يتيح لي الأجل والفراغ.»

لم يمهله الأجل حتى يتم مشروعه، غير أنه أتم ترجمة «مدخل فرفوريوس إلى مقولات أرسطو»، وأعمال أرسطو في المنطق وتشمل «في التأويل»

Bilinmeyen sayfa