ف : «المرء إذن سيكون بحاجة إلى عون خارجي لكي يحمي ماله؟»
ب : «نعم.»
ف : «ولكنه لن يحتاج إلى هذا العون ما لم يكن لديه مال يمكن أن يفقده؟»
ب : «لن يحتاج بكل تأكيد.»
ف : «لقد انعكست القضية إذن! فإذا بالثروة التي يرتجى منها أن تجعل المرء مكتفيا بذاته قد أحوجته في الحقيقة إلى عون الآخرين، فإذا كان الأمر كذلك فكيف نقول بأن الثروة تنفي الاحتياج؟ ألا يشعر الأغنياء بالجوع أو العطش؟ ألا يرتعد الأثرياء لبرد الشتاء؟ ستقول بلى ولكن الأغنياء لديهم الوسائل التي يدرءون بها الجوع والعطش وبرد الشتاء، ولكني أرد بأن الثروة قد تسد الحاجة ولكنها لا تذهب بها تماما، فمهما تشبع من هذه الحاجات النعابة والطلبات المستمرة تبق هناك بالضرورة تلك الحاجة التي تطالب، بدورها، بالإشباع، وغني عن القول إن الطبيعة يكفيها القليل، أما الجشع فلا يشبعه شيء، ومن ثم فإني أسألك: إذا كانت الثروة لا تذهب بالحاجة، بل تخلق حاجاتها الخاصة، فكيف تذهب إلى أنها سبيل الإشباع والاكتفاء؟!»
مهما اكتنز الغني
من مال وفير لا يشبع جشعا،
ومهما أثقل الغني جيده بلآلئ فارسية،
وذرعت ثيرانه مائة عزبة خصيبة،
فإن الهم لن يفارقه في حياته،
Bilinmeyen sayfa