إلى الله إسماعيل وانزل بساحة
أطل الندى أقطارها والنواحيا
ترى الرحمة الكبرى وراء سمائها
تلف التقى في سيبها والمعاصيا
لدى ملك لا يمنع الظل لائذا
ولا الصفح توابا ولا العفو راجيا
ويعربد أبو نواس ما شاءت له عربدته، ويقول شعرا ملحدا يتناقله الناس على مر العصور، ويمعن في الفسوق والمروق متخذا من التطرف ستارا يحتمي فيه، ثم تطالعه السن، ويدرك أنه أوشك على النهاية، ويصبح صارخا بنفسه: «يا كبير الذنب.»
وتمر أمام عينيه حياته جميعا، فيرى نفسه محاطا بالنار لا يموت فيها ولا يحيا، ويتبدل جلده كلما احترق له جلد، ويأخذه الهول ويلتاع ويدرك أي عذاب هو ملاقيه، ولا يجد لنفسه الهالعة ملاذا إلا عفو الله. ويكمل البيت:
يا كبير الذنب عفو
الله من ذنبك أكبر
Bilinmeyen sayfa