ضحكنا كثيرا ... كثيرا... كثيرا. كانت سابا تخلي زوجته الثانية، الأولى لم تنجب له الأطفال وهي قريبته، كان يحبها وما زال، ولو أنه تزوج مرة أخرى رغما عنها ظنا منها أنها سوف تنجب يوما ما ... عليه الانتظار، ولكن تعجل الأمر وخاصة بعد أن ظهرت بوادر النعمة برضى المجموعة عنه، فقد وفد إليهم من حزب سياسي معارض ذي صيت، وأكد على ولائه عندما أبلى في معارك الاستوائية - قبل السلام - بلاء قيم بأنه حسن، وقتل ما لا يمكن التأكد منه من المواطنين الجنوبيين، وإنه الآن أخذ يفكر جديا في وريث لماله واسمه ولنسله، واضعا في الحسبان أنه الوليد الوحيد لأب له من البنات ثمان، الآن جميعهن ثريات وقد ظهرن مرة في التليفزيون في برامج سيدات الأعمال، بأيديهن السمينة أرطال من الذهب وألوان من الحناء، يغرقن وجوههن بأغلى الكريمات، يشوين قلوب النساء غيرة وهن يستعدلن أثوابهن الفارهة بين الفينة والأخرى، وكن في غاية الجمال والأناقة والغنج عندما يلوين شلاليفهن الكبيرة ليتحدثن.
ومن الطبيعي ألا يحكين عن شيئين: كيف وأين كن قبل أن تهبط عليهن الثروة؟ والثاني من أين لهن هذا ...؟ لكنهن أسرفن في وصف وضعهن الحالي وإدارة المال والرجال والعيال، الموضة، ولكي يصبحن أكثر حداثة، تحدثن عن دعمهن لإنهاء التمرد في دارفور والقضاء على الحركات المسلحة بتقديمهن لزاد المجاهد، بل جادت قريحة إحداهن ما أسمته المذيعة قصيدة شعر حماسية في تشجيع الجنود على الحرب.
أنجب منها نوار، وسماها نوار لأنه يكن شكرا وعرفانا كبيرا لنوار سعد التي لولاها لما كانت سابا زوجة له، سابا الجميلة الممتعة، وكان يريد منها ولدا ليضمن مسألة الوريث، ولكن عندما جاءت نوار احتفل بها واحتفى احتفاء يليق بمكانته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووضعه في الأسرة المميز، وهي السماية التي حضرها الوزراء والبيوتات السياسية وكثير من رجالات السفارات الأجنبية ورجال الأعمال والثروة وكبار التكنوقراط، وخلت تماما من المشردين الذين يضايقون الناس في الولائم الكبيرة، وتم ذلك بتعيين فرقة من البوليس وإدارة الشغب والأزمات العنيفين، الذين لا يرحمون ولا يعصون ولا يأبون، والذين يضربون، والذين إذا قيل لهم أن يقتلوا فإنهم يقتلون.
قدر أمين محمد أحمد تكاليف حفلة السماية بمبلغ 320000، ما تبقى من أطعمة جيدة وطازجة وسهلة الهضم حمل في شاحنة كبيرة إلى خارج المدينة الكبيرة قرب موقع حي فقير، وفي سبيل الله وحدة قسم للجميع؛ كرامة وسلامة.
كان جارنا، تقدم لسابا قبلنا فقبلت، وتزوجها وأنجب منها نوار، كان كريما، إلا أن الناس يريدونه أكثر كرما؛ لأنهم على الأقل يعرفون مصدر ماله.
بعد التحولات السياسية في البلاد وهي كما يلخصها آدم:
بوادر السلام/حرب دارفور.
انتباه أمريكا لمصالحها في السودان.
دعم الصين والدول العربية وإيران للحكومة عسكريا.
النموذج العراقي والأفغاني.
Bilinmeyen sayfa