============================================================
سفيان (1) رضي الله عنه: إذا جاءك الشيطان في الصبلاة فقال لك: أنت مرائي.
فزده طولا، وقال عليه السلام: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوشوسة، ويقال الشيطان كالكلب إذا اشتغلت بمقاومته مزق الإهاب(2) وقطع الثياب، فإذا رجعت إلى ربه(3) صرفه عنك برفق.
وقد جاء الشيطان لبعض العارفين تفع الله بهم في ليلة في بعض الصلوات وقال له: أنت مرائي، قال ذلك العارف: فعارضته بوجوه فلم يرجع حتى فتح الله بتسليم دعواه وطرودها في كل أعمالي بحيث قلت: إثبات الرياء في هذه إثبات للإخلاص في غيرها وكل أعمالي معيبة، وهذا غاية المقدور فاتصرف عني في ذلك الوقت. والحمد لله.
الحكمة في إجراء الخوارق: واعلم أئها الطالب الراغب أن الله قد يكاشف بالحقائق ويعطي الخوارق قوما لتقوية يقينهم فينتفعون بها إذا قبلوها بأدب ولم يقفوا عندها وخافوا المكر والاستدراج بسببها ولم يتكبروا بذلك على من لم يعطاها، فإنه قد يكون فوق هؤلاء من لا يكون له شيء من مكاشفة الحقائق ومباشرة الخوارق، لأن هذه كلها تقوية ليقين السالك في ربه، بواسطتها بشرط أن لا تحجبه ولا تقطعه عنه.
(1) أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، كان إماما في علم الحديث وغيره من العلوم، ولد في الكوفة سنة لا9ه وتوفي بالبصرة سنة (6اه وله كتاب الجامع الكبير وكتاب الجامع الصغين: كلاهما في الحديث، وكتاب القرائض. الذهبي: سير أعلام البلاء 229/7 - 279، الصفدي: الوافي بالوفيات 15: 278، الشعراني: الطبقات الكبرى 47:1، الزركلي: الأعلام 104:3 .
(2) الإهاب: الجلد من البقر والغنم ما لم يدبغ. لسان العرب، مادة: أهب.
(3) أي صاحبه ومالك
Sayfa 96