قد بلغت المنى وزدت عَلَيْهَا ... وتملأت بالمسرة كلي
لَيْت قومِي لَو يعلمُونَ بِمَا لله ... من نعْمَة عَليّ وَفضل
طَابَ عيشي وقر فِيهِ قراري ... وتقلبت بَين مَاء وظل
أَنا ذاكم حَقِيقا أم هُوَ غَيْرِي ... اعذروني فقد تدله عَقْلِي
فَبَان لَك بِهَذَا الْمثل وَبِغَيْرِهِ فَضِيلَة قصر الأمل وفضيلة الْمُبَادرَة إِلَى الْعَمَل والاستعداد للْمَوْت قبل نُزُوله والانتظار لَهُ قبل حُلُوله
وَقد كثر الحض على هَذَا وَكَثُرت الْأَقَاوِيل فِيهِ وَلم يزل المذكرون يذكرُونَ والمنبهون ينبهون لَو يَجدونَ سمعا واعيا وَقَلْبًا حَافِظًا ومحلا قَابلا والحول حول الله وَالْأَمر كُله بيد الله
ويروى عَن ابْن عَبَّاس ﵄ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ لرجل وَهُوَ يعظه
اغتنم خمْسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك
وَعَن ابْن عَبَّاس أَيْضا عَن النَّبِي ﷺ قَالَ نعمتان مغبون فيهمَا كثير من النَّاس الصِّحَّة والفراغ
ذكر البُخَارِيّ
وَقَالَ الْقَائِل
إِن فِي الْمَوْت والمعاد لشغلا ... وادكارا لذِي النهى وبلاغا
فاغتنم نعمتين قبل المنايا ... صِحَة الْجِسْم يَا أخي والفراغا
وَذكر التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ
مَا ينْتَظر أحدكُم من الدُّنْيَا إِلَّا غنى مطغيا أَو فقرا منسيا أَو هرما مفندا أَو
1 / 79