أجل، نحن في حاجة إلى أحزاب حقيقية تقود - وبالذات شبابنا - قيادة حقيقية بدلا من تركهم نهبا للهوس، وأكاد أقول لهم حق؛ فأين القيادة الشابة الحقيقية التي من الممكن أن تستقطب هذا الشباب المخلص في بحثه عن حل لمصر ومشكلاتها؟
ليست مشكلتي الآن أن يقوم حزب وفد تحت اسم جديد أو لا يقوم، أن يتكتل المستقلون ويكونوا حزبا أو لا يتكتلون، مشكلتي مثل غيري أننا لا نريد أن نرقص على السلم. فحزب مصر والحزبان الآخران تكونوا بطريقة غريبة، أعلن تكوينها أولا ثم بدءوا البحث عن أعضاء يصلحون لها، ثم بعد استكمال الأعضاء بدأنا نبحث لها عن برامج وأهداف.
ولهذا أنا لا أعتبر أن حزب 15 مايو أو 23 يوليو الحقيقي قد تكون بعد وأن مصر لا تزال في حاجة ماسة لقيادة هذا الحزب.
في حاجة ماسة إلى «الوحدة» في الهدف والوسيلة.
وكل ما حدث منذ ظهور فكرة تكوين الأحزاب إلى الآن هو خناقات بين حزب التجمع وحزب مصر وحزب الأحرار، وخطوة واحدة لم نتقدم بعد في طريق حل المشاكل، ليس كما تحل الآن وإنما بناء على برنامج سياسي اقتصادي حزبي لحزب مصر ما دام هو الذي يحكم. ما زلنا نقيم المشروعات كيفما اتفق أيضا، وبالمرة ليس هناك برنامج علمي حزبي مدروس ومتفق عليه ويتبناه ويدافع عنه جميع أعضاء الحزب ويشرحونه للناس ويبشرون به، ما زالت حياتنا الحكومية التنفيذية في واد وحياتنا الحزبية السياسية في واد آخر وحياتنا التشريعية البرلمانية في واد ثالث.
وأنا لا يهمني الأحزاب الناشئة التي تنشأ؛ فأن تصل هذه الأحزاب إلى الحكم مسألة مستبعدة تماما خلال الأعوام الخمسة الحاسمة المقبلة على أقل تقدير.
لذلك فنحن في أمس الحاجة - وما دام حزب مصر هو الذي يحكم - أن يترجم هذا الحزب إلى برنامج عمل وأهداف.
بل أكاد أقول: فلننس الطريقة التي تكون بها حزب مصر.
ولنعد نؤلفه على أسس حقيقية جديدة.
لندع إلى جمعية تأسيسية كثير من أعضائها من داخل حزب مصر هذا صحيح، ولكنها تضم كل مفكر أو قادر على التفكير والقيادة في كافة مجالات حياتنا، بل وحتى لو كان عضوا في حزب آخر.
Bilinmeyen sayfa